للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأَكَابِرُ: أَحْيَاءٌ من بَكْرِ بن وَائِلٍ، وهم شَيْبَانُ وعَامِرٌ وجُلَيْحَةُ مِن بَني تَيْمِ الله بن ثَعْلَبَةَ بن عُكَابَةَ؛ أَصَابتْهم سَنَةٌ فانْتَجَعُوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ ونَزَلُوا على بَدْرِ بنِ حَمْرَاءَ الضَّبيِّ، فأَجَارَهم ووَفَى لهم، فقال بَدْرٌ في ذلك:

وَفَيْتُ وَفَاءً لم يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ ... بِتِعْشَارَ إذْ تَحْبُو إليَّ الأَكَابرُ

والأَكْبَرَان: أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ رَضي الله عنهما، وفي حديث أبي هُريْرَةَ رضي الله عنه: سَجَدَ أَحَدُ الأَكْبَرَيْن في (إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ).

وقد سَمَّوْا أَكْبَرَ وكَبيرًا ومُكَبِّرًا: بتَشْدِيدِ البَاءِ المكْسُورَة.

وأما حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ حَبِيب؛ فلَقَبُه كَبْرٌ، بالفتحِ، ويُقال كَفْرٌ بالفَاء.

وأَكْبَرَتِ المَرْأَةُ: حَاضَتْ.

وفَسَّر مجاهدٌ قوله تعالى: (فَلَمّا رَأَيْنَه أَكْبَرْنَه) بهذا، وأنشدوا شاهدًا على ذلك:

نَأْتِي النِّسَاءَ على أَطْهَارِهِنَّ ولا ... نأتِي النِّسَاءَ إذا أَكْبَرْنَ إكْبَارَا

قال الأزهريّ: فإن صَحّتْ هذه اللَّفْظَةُ في اللُّغة بمعنَى الحَيْضِ فلها مَخْرَجٌ حَسَنٌ، وذلك أن المرأَةَ إذا حاضت أَوَّلَ ما تَحيض، فقد خَرَجَتْ مِن حَدِّ الصِّغَر إلى حَدِّ الكِبَرِ، فقيل لها: أَكْبَرَتْ، أي حَاضَتْ، فدخَلَتْ في حَدِّ الكِبَر المُوجِبِ عليها الأَمْرَ والنَّهْيَ. وسَألَ أبُو الهَيْثَمِ رجلًا مِن طَيِّئٍ فقال: يا أَخَا طَيِّئٍ: أَلَكَ زَوْجَةٌ؟ قال: لا والله ما تَزَوَّجْتُ، وقد وُعِدْتُ في بِنْتِ عمٍّ لِي، قال: وما سِنُّها؟ قال: قد أَكْبَرَتْ أو كَرَبَتْ، فقال: ما أَكْبَرَتْ؟ فقال: حاضَتْ.

قال الأزهريُّ: فلُغَةُ الطَّائيِّ تُصَحِّحُ أن إكْبَارَ المَرْأةِ أوَّلُ حَيْضِها، إلا أنَّ هَاءَ الكنَايَةِ في قوله تعالى: (فَلَمّا رَأَيْنَه أَكْبَرْنَه) تَنْفي هذا المعنَى.

ورُوي عن ابن عَبّاسٍ رضي الله عنهما أَنّه قال: أَكْبَرْنه: حِضْنَ، فإن صَحّتِ الرِّوايةُ عن ابن عباس سَلَّمنا له، وجَعَلنا الهاءَ هاءَ وَقْفة لا هاءَ كنايَة.

* ح - الكُبْرُ: جَبَلٌ عَظِيمٌ.

وكَبَرُ: نَاحيةٌ مِن خُوزِسْتانَ.

والكَبيرَةُ: قَرْيةٌ قُرْبَ جَيْحُونَ.

والإكْبَارُ: الإمْذاءُ والإمْناءُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>