للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي قولهم " سِمْعٌ لا بِلْغٌ " أربعةُ أَوْجُه، ذكر أحدها الجوهريُّ وهو سِمْعًا لا بِلْغًا، بالكسر منصوبا؛ والثاني سَمْعًا لا بَلْغًا، بالفتح منصوبًا؛ والثالث سَمْعٌ لا بَلْغٌ، بالفتح مرفوعا؛ والرابع سِمْعٌ لا بِلْغٌ، بالكسر مرفوعا.

وقال ابنُ دريد: مِسْمَعٌ، بكسر الميم: أَبُو قَبيلَةٍ من العَرَب يقال لهم المَسامِعَةُ، كما قالوا المَهالِبَة والقَحاطِبَة.

وقال الأحمرُ: المِسْمَعان: الخَشَبَتان اللَّتان تُدْخُلان في عُرْوَتَي الزَّبيل إذا أُخْرِجَ به الترابُ من البئر. يُقال منه: أَسْمَعْتُ الزَّبِيلَ.

وقيلَ في قول الله تعالى: (واسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ) أي غير مُجاب إلى ما تَدْعُو إليه.

وقال ابن الأنباريّ في قولهم " سَمِعَ الله لمن حَمِدَه ": أي أجابَ الله دُعاءَ مَنْ حَمِدَه، فوضع السَّمْعَ موضعَ الإجابة.

وفي دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم: " اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من دُعاءٍ لا يُسْمَعُ " أي لا يُعْتَدُّ به ولا يُسْتَجابُ، فكأنّه غير مَسْمُوع. قال سُمَيْر بن الحارث الضَّبِّيّ:

دَعَوْتُ الله حَتَّى خِفْتُ أَلَّا ... يَكُونَ الله يَسْمَعُ ما أَقُولُ

وقد سَمَّوْا: سَماعَةَ، مثالَ سَحابَةٍ؛ وسُمَيْعًا مُصغَّرًا؛ وسَمْعُونَ، بالفَتْح؛ وسِمْعانَ مِثال عِمْران.

ودَيْرُ سِمْعان: موضعٌ من أعْمال حِمْصَ، توفّي به عُمَرُ بنُ عبد العَزيز.

ورَجُلٌ سَمّاعٌ: إذا كانَ كَثيرَ الاستِماع لما يُقالُ ويُنْطَقُ به. وقِيلَ السَّمّاع: الجاسُوس. قال الله تعالى: (سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ)، وفُسِّرَ على وَجْهَيْن: أحَدُهما أنَّهم يَسْمَعون لكَيْ يَكْذبوا فيما سَمِعُوا، ويجوز أنْ يكونَ معناه أنّهم يَسْمَعُون الكَذبَ لِيُشِيعُوهُ في الناس، والله أعلم بما أراد.

والسُّمَّعُ مِثال زُمَّج: الخَفيفُ، يُقال: غُولٌ سُمَّع، أنشد شمر:

فلَيْسَت بإنْسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه ... ولكنّها غُولٌ من الجنِّ سُمَّعُ

والسَّمَعْمَعُ: الرَّجُل الطَّوِيلُ الدَّقيق. وامرأة سَمَعْمَعَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>