للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمُضاهَبَةُ: المُكاشَفَةُ بالقَبِيح.

وضَهْضَبَ النارَ: جَمَعَها.

والضَهْباءُ: التي قد عَمِلت فِيها النارُ من القِسِيّ.

[فصل الطاء]

[(طبب)]

قالت مَيْمُونَةُ بنت كَرْدَمٍ: " رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوداعِ وهو على ناقَةٍ معه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتّابِ، فسمعتُ الأعرابَ والناسَ يقولون: الطَبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّة " أي الدِرَّةَ الدِرَّةَ، نصبًا على التحذير، كقولك: الأسدَ الأسدَ، وإنما سَمَّوْا الدِرَّة بذلك نسبةً لها صَوْت وَقْعِها إذا ضُرِبَ بها، وهو طَبْ طَبْ، ومنه طَبْطابُ اللَّعِب وهو: خَشَبَةٌ عَرِيضة يلعبُ بها الفارِس بالكُرَة؛ وطَبْطَبَ اليَعْقُوب: إذا صَوَّتَ. ويجوز أن يريدوا دُعاءَ الناسِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وحَوْشَهم عليه بهذا الشِّعار، كأنَّهم قالوا: هَلُمُّوا، صاحِبَ الطَبْطَبِيَّةِ وحامِلَها. وقيل: معناه أنّهم كانوا يسعون إليه ولأَقْدامِهم طَبْطَبَةٌ فجعلَتْهم يقولون ذلك، ولا قَوْلَ ثَمَّهْ، ولكنّه كقول القائل جَرَت الخَيْلُ فقالت: حَبَطِقْطِقْ، وهي حِكاية وَقْع سَنابِكِها.

وفي المَثَل: قَرُبَ طِبٌّ، ويُرْوَى: قَرُبَ طِبًّا كقولك: نِعْمَ رَجُلًا. وأصلُه فيما يُقال أَنَّ رجلًا تَزَوَّجَ امرأةً وقد هُدِيَتْ إليه، وقعد منها مَقْعَد الرجلِ من المرأةِ فقال لها: أَبِكْرٌ أنت أم ثَيّبٌ؟ فقالت: قَرُبَ طِبٌّ.

ويقال: طَبَّبْتُ الدِيباجَ تَطْبِيبًا: إذا أَدْخلتَ بَنِيقَةً تُوَسّعُه بها.

وقال ابن دريد: فأمَّا الطَبْطابُ الذي يُلْعَبُ به فليس بعربيّ.

وقال الجوهري: قال الكُمَيْت:

وما إنْ طِبُّنا جُبْن ولَكِنْ ... مَنايانَا ودَوْلَةُ آخَرِينا

وليس البيتُ للكُمَيْت، وإنّما هو لِفَرْوَةَ بن مُسَيْكٍ. وللكُمَيْت قصيدةٌ على هذا الوَزْن والرَوِيّ، أولُها:

<<  <  ج: ص:  >  >>