للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعَيْبَةُ الرَّجُل: مَوْضِعُ سِرّه.

والعَرَبُ تُكْنِي عن الصُّدورِ بالعِيابِ، وذلك أنّ الرجلَ يضعُ في عَيْبَتِه حُرَّ مَتاعِه وصَوْنَ ثِيابِه، ويَكْتُم في صَدْرِه أَخَصَّ سِرِّه، ويَطْوِي قَلْبَه على الأَهَمِّ من أَمْرِه، فسُمِّيت الصُدورُ والقُلوبُ عِيابًا على التَّشْبِيه، قال الشاعر:

وكادَتْ عِيابُ الوُدِّ منَّا ومنْكُمُ ... وإنْ قِيلَ أبْناءُ العُمُومَة تَصْفَرُ

أراد بعياب الوُدِّ صُدُورَهُم.

وفي صُلْح الحُدَيْبِيَة حين صالَحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ مكّة وكَتَب بينه وبينهم كتابًا، فكَتَب: " أَنْ لا إغْلالَ ولا إسْلالَ، وأَنَّ بينهم عَيْبَةً مَكْفُوفَةً " قيل الإغْلالُ: لُبْسُ الدُّرُوع. والإسْلالُ: سَلُّ السُيوف.

وقال ابنُ الأعرابيّ: معناه أنّ بيننا صَدْرًا نَقِيًّا من الغلِّ والخِداعِ فيما عَقَدْناه، مَطْوِيًّا على الوَفاءِ بما أبْرَمْناهُ من الصُلْح.

وكانت خُزاعَةُ عَيْبَةَ نُصْح رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وقال اللّيث: العِيابُ بالكسر: المِنْدَفُ. قال الأزهريّ: ولم أسمَعْه لغَيْرِه.

" ح " - العائبُ: الخاثِرُ من اللَّبَنِ، وقد عابَ السِّقاءُ.

وأُعْيَبُ: موضعٌ باليَمَن. وقيل: إنَّه فُعَيْلٌ، والصَّوابُ أَنَّه أَفْعَلُ أخْرِجَ على الأَصْل.

[فصل الغين]

[(غبب)]

الغُبَّةُ بالضَمّ: البُلْغَةُ من العَيْش، مثل الغُفَّة.

وقال ابن دريد: الغُبُّ بالضمّ: الضارِبُ من البَحْرِ حتَّى يُمْعِنَ في البَرّ. وهو من الأسماء التي لا تصريفَ لها.

ويقال: مِياهٌ أغْبابٌ: إذا كانت بعيدة. قال ابنُ هَرْمة:

يقولُ لا تُسْرِفُوا في أمرِ رِيِّكُمُ ... إنَّ المِياهَ بجَهْدِ الرَكْبِ أَغْبابُ

<<  <  ج: ص:  >  >>