للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ العُقَيْلِيُّ، من التَّابِعِينَ؛ وجَدُّهُ الرَّابِعُ: الرَّوَّاقُ بنُ مَالِكٍ، بالفتحِ والتشديدِ.

ويُقال: راقَ فُلانٌ على فُلانٍ، إذا زَادَ عَلَيه فَضْلًا، يَرُوقُ عليه، فهو رائِقٌ عليه؛ قال عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ، يَصِفُ جَارِيَةً:

رَاقَتْ على البِيضِ الحِسَا ... نِ بِحُسْنِها وبَهائِها

ويُرْوَى: بِجِسْمِها ونَقائِها.

وقال ابنُ الأعرابيِّ: الرَّاوُوقُ: الكَأْسُ بعَيْنِها.

قال شَمِرٌ: خالَفَ ابنُ الأعرابيِّ في ذلك جَميعَ الناسِ.

فأمّا قَوْلُ الأَعْشَى:

ذاتِ غَرْبٍ تَرْمِي المُقَدَّمَ بالرِّدْ ... فِ إذا ما تَتَابَعُ الأَرْوَاقُ

ففِيه ثلاثةُ أقْوالٍ:

أحَدُها: أنَّه أرادَ أَرْوَاقَ اللَّيْلِ، ولا يَمْضِي رَوْقٌ من اللَّيْلِ إلّا تَبِعَه رَوْقٌ.

والآخَرُ: أنّه أرادَ الأَجْسَادَ إذا تَدَافَعَتْ في السَّيْرِ.

والقَوْلُ الثالثُ: أنَّ الأَرْواقَ: القُرونُ، وإنّما أرادَ تَزَاحُمَ البَقَرِ والظِّبَاءِ مِن الحَرِّ في الكِنَاسِ؛ فمَن قالَ هذا القَوْلَ جَعَلَ تَمَامَ المَعْنى في البَيْتِ الذي بَعْدَه، وهو قولُه:

في مَقِيلِ الكِنَاسِ إذْ وَهَجَ الْـ ... ـيَوْمُ إذا الظِّلُّ أَحْرَزَتْهُ السَّاقُ

أي: تَتَابَعَ أَرْوَاقُها في مَقِيلِها.

وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الرُّوقَةُ، بالضَّمِّ: الشَّيْءُ اليَسِيرُ؛ لُغَةٌ يَمانِيَةٌ.

يُقال: التَّرْوِيقُ: أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ سِلْعَةً ويَشْتَرِي أَجْوَدَ منها؛ يُقال: باعَ سِلْعَتَه فرَوَّقَ.

وقال الجوهريُّ: ومنه قَوْلُ الأَعْشَى:

* فظَلَّتْ لَدَيْهِم في خِبَاءٍ مُرَوَّقِ *

وليسَ البَيْتُ للأَعْشَى، وإنّما هو لِرَبِيعَةَ بنِ الكَوْدَنِ؛ وصَدْرُه:

فظَلَّ صِحابِي رَاصِدِينَ طَرِيقَها ... وظَلَّتْ ... ... ... ...

<<  <  ج: ص:  >  >>