للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهكذا أَنْشدَه ابنُ فارسٍ، وأَنْشدَه ابنُ دُرَيْدٍ والخَلِيلُ، في " الزَّهَقِ "؛ وهكذا الأزهريُّ، غيرَ أنّه نَسَبَه إلى رُؤْبَةَ؛ والذي قاله رُؤْبَةُ:

لَواحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

تَكادُ أَيْدِيها تَهَاوَى في الزَّهَقْ

أي: تكادُ أَيْدي الحُمُرِ تَهْوِي فتَزْلِجُ فتَذْهَبُ من شِدَّةِ ما تُقَدِّمُها.

والزَّهَقُ، أيضًا: الهَلاكُ؛ قال رُؤْبَةُ:

بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَرْنَ مِن خَوْفِ الزَّهَقْ

يَمْصَعْنَ بالأَذْنَابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ

ويُرْوَى: الرَّهَق، بالرَّاءِ؛ أي: مِن خَوْفِ الإدْرَاكِ.

وقال الجوهريُّ، أيضًا: وأمّا قَوْلُ الآخَرِ:

* ولا ضِعَافٍ مُخُّهُنَّ زَاهِقُ *

فإنَّ الفَرَّاءَ يَقُول: هو مَرْفُوعٌ، والشِّعْرُ مُكْفَأ؛ يقول: بل مُخُّهُنَّ مُكْتَنِزٌ، رَفَعَه على الابتداءِ.

قال: ولا يجوزُ أن يُريدَ: ولا ضِعَافٍ زاهِقٍ مُخُّهُنَّ، كما لا يَجُوزُ أن تَقُولَ: مَرَرْتُ برَجُلٍ أَبُوه قائِمٍ، بالخَفْضِ.

وقال غَيْرُه: الزَّاهِقُ، هاهُنا، بمعنى: الذَّاهِب؛ كأنَّه قالَ: ولا ضِعَافٍ مُخُّهُنَّ، ثم رَدَّ " الزَّاهِقِ " على " الضِّعافِ ".

انْتَهَى ما حَكَى الجوهريُّ، وكان له وللفَرَّاءِ في تَتَبُّعِ الحَقِّ مَنْدُوحةٌ عن التَّعْلِيلِ الذي لا مُعَوَّلَ عليه، والرَّجَزُ لعُمَارَةَ بنِ طَارِقٍ، وقَبْلَه:

ومَسَدٍ أُمِرَّ مِن أَيَانِقِ

لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقَائِقِ

عِيسٍ عِتَاقٍ ذاتِ مُخٍّ زَاهِقِ

ومَنْجَنِينٍ كالأَتَانِ الفَارِقِ

ويُرْوَى: ومَنْجَنُون. والفارِقُ: التي ذَهَبَتْ على وَجْهِها فانْتَتَجَتْ حَيْثُ لا يُعْلَمُ مَكَانُها.

* ح - وأَزَاهِيقُ: فَرَسُ ابنِ هِنْدابَةَ، وهي أُمُّه، وكانتْ سَوْدَاءَ؛ واسمُه زِيَادُ بنُ حَارِثةَ بنِ عَوْفٍ.

* * *

[(ز هـ ز ق)]

اللّيْثُ: الزَّهْزَقَةُ: تَرْقِيصُ الأُمِّ الصَّبِيَّ.

والزَّهْزَاقُ، اسمُ ذلك الفِعْلِ.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>