للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأَفَكُّ، على " أفعل ": اللَّحْيُ.

وقال اللَّيْثُ: الأَفَكُّ؛ هو مَجْمَعُ الخَطْمِ، وهو مَجْمَعُ الفَكَّيْنِ، على تَقْدِيرِ " أَفْعَل ".

وأَفَكَّ الظَّبْيُ من الحِبَالةِ، إذا وَقَعَ فيها ثُمَّ انْفَلَتَ، ومِثْلُه: أَفْسَخَ الظَّبْيُ مِنَ الحِبَالةِ.

وأَفَكَّتِ النَّاقَةُ، فهِيَ مُفِكَّةٌ، وتَفَكَّكَتْ، فهي مُتَفَكِّكَةٌ، إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَوَاهَا، وعَظُمَ ضَرْعُها، ودَنَا نِتَاجُها؛ شُبِّهَتْ بالشَّيْءِ يُفَكُّ فيَتَفَكَّكُ؛ أي يَتَزَايَلُ ويَتَفَرَّجُ.

وذَهَبَ بَعْضُهم بتَفَكُّكِ النَّاقَةِ: إلى شِدَّةِ ضَبَعَتِها؛ ويُرْوَى للأصمعيِّ:

أَرْضَعَتْهُمْ ثَدْيَهَا الدُّنْيَا وقَامَتْ تَتَفَكَّكْ

انْفِرَاجَ النَّابِ للسَّقْبِ مَتَى مَا تَدْنُ تَحْشِكْ

ويُرْوَى: أَرْغَثَتْهُم.

وقال أبو عُبَيْدَةَ: المُتَفَكِّكَةُ، مِنَ الخَيْلِ: الوَدِيقُ التي لا تَمْتَنِعُ على الفَحْلِ.

* * *

[(ف ل ك)]

الفَلَكُ، بالتحْريكِ: المَوْجُ إذا مَاجَ في البَحْرِ فاضْطَرَبَ وجاءَ وذَهَبَ.

وأَتَى رَجُلٌ رَجُلًا جَالِسًا عِندَ ابنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، فقالَ: إنِّي تَرَكْتُ فَرَسَكَ يَدُورُ كأنَّه في فَلَكٍ. شَبَّهَ الفَرَسَ في اضْطِرَابِه بذلك؛ وإنَّما كانَتْ عَيْنًا أَصَابَتْهُ.

وقال النَّضْرُ: قال أَعْرَابِيٌّ: رَأَيْتُ إِبِلِي تُرْعَدُ كَأَنَّها فَلَكٌ؛ قال: ما الفَلَكُ؟ قال: الماءُ إذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ فرَأَيْتَه يَجِيءُ ويَذْهَبُ ويَمُوجُ.

وقيلَ: أَرَاَد بـ " الفَلَكِ ": مَدَارَ النُّجُومِ. يَعْني أَنَّهُ يَدُورُ مِمَّا أَصَابَه مِنَ العَيْنِ كما يَدُورُ الكَوْكَبُ في الفَلَكِ بِدَوَرانِهِ.

وقال أبو عَمْرٍو: الفَلِكُ، بكسرِ اللامِ: العَبْدُ الذي له أَلْيَةٌ على خِلْقَةِ الفَلْكَةِ، وأَلْيَاتُ الزَّنْجِ مُدَوَّرَةٌ؛ قال رُؤْبَةُ:

لا تَعْدِلِينِي بالرُّذَالاتِ الحَمَكْ

ولا شَظٍ فَدْمٍ ولا عَبْدٍ فَلَكْ

الحَمَكُ: قَزَمُ النَّاسِ وحُثَالَتُهُم. والشَّظِي، هو الذي انْتَشَرَ عَصَبُه. يقولُ: هُوَ لَئِيمٌ لا يَسْتَطِيعُ النُّهُوضَ في مَكْرُمَةٍ، ولا دَفْعَ عِنْدَه.

وقِيلَ: الفَلِكُ: الجَافِي المَفَاصِلِ.

وقال ابنُ الأعرابيِّ: الفَيْلَكُونُ: الشُّوبَقُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>