للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَرَّكَهَا فاحَتْ بأَنْتَنِ رائِحَة وأَخْبَثِها. أخبرني أعرابيٌّ قال: ربَّما تخلّلتها الغَنَمُ فحاكَّتْها فأَنْتَنَت حتى يتَجَنَّبَها الحُلَّابُ فتَباعَدَ عن البيوتِ من نَتْنِها. قال: وليست بمَرْعًى.

وكَلَبْتُ البعيرَ أَكْلُبُه كَلْبًا: إذا جَمَعْتَ بين جَرِيرِه وزِمامِه بخَيْط في البُرَةِ.

والكَلَبُ بالتحريك: الحِرْصُ، وقد كَلِبَ كَلَبًا: إذا اشتدَّ حِرْصُه على طَلَب شيءٍ. وقال الحَسَنُ: " إنَّ الدُّنْيَا لمّا فُتِحَتْ على أهْلِها كَلِبُوا عليها - واللهِ - أَسْوَأَ الكَلَب، وعَدا بعضُهم على بعض بالسَّيْف ". وقال في بعض كلامه: " وأَنْتَ تَتَجَشَّأُ من الشِّبَع بَشَمًا وجارُكَ قد دَمِيَ فُوهُ من الجُوعِ كَلَبًا "، أي حِرْصًا على شيءٍ يُصِيبُه.

والكَلَبُ أيضا والمَكْلَبَة: القِيادَةُ. قال الأصْمَعِيّ: ومنه اشْتِقاقُ الكَلْتَبان، الَّذي تقولُ العامَّةُ: القَلْطَبانُ أو القَرْطَبان، والتاءُ على هذا زائدة.

والكَلَبُ: الأكْلُ الكثيرُ بلا شِبَع.

والكَلَبُ: يُبْسُ القِدِّ. والكَلَبُ: وُقوعُ الحَبْلِ بَيْن القَعْوِ والبَكْرَة، وهو المَرَسُ والحَضْبُ.

والكَلَبُ: أَنْفُ الشِّتاء وَحَدُّه.

والكَلَبُ: صِياحُ الّذِي قد عَضَّهُ الكَلْبُ الكَلِبُ.

وقال المُفَضَّلُ: أصلُ هذا أَنَّ داءً يقعُ على الزَّرْع فلا يَنْحَلُّ حَتّى تَطْلُعَ عليه الشمسُ فيَذُوبُ، فإنْ أكلَ منه المالُ قَبْلَ ذلك مات. قال: ومنه ما رُوِيَ عن النَبيّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ نَهَى عن سَوْمِ اللَّيْل "، أي عن رَعْيِه، وربّما نَدَّ بعيرٌ فأَكَلَ من ذلك الزَرْعِ قبل طُلُوع الشمس، فإذا أَكَلَه ماتَ فيأتِي كَلْبٌ فيأكُلُ من لَحْمِه فيَكْلَبُ، فإذا عَضَّ إنْسانًا كَلِبَ المَعْضوضُ، فإذا سَمِعَ نُباحَ كَلْب أجابَهُ.

ودَهْرٌ كَلِبٌ: قد أَلَحَّ على أَهْلِه بما يَسوءُهُمْ، قال:

مَا لي أرَى الناسَ لا أَبَا لَهُمُ ... قَدْ أَكَلُوا لَحْمَ نابِحٍ كَلِب

ويُقال للشَجَرة العارِيَةِ الأغْصان والشَّوْك اليابس المقْشَعرِّ: كَلِبَةٌ.

وأرضٌ كَلِبَةُ الشَّجَر، أي خَشنَةٌ يابسَةٌ لم يُصِبْها الرَّبيعُ بعدُ ولم تَلِنْ. وقال الدينوريّ: الكَلِبَةُ من الشِّرْش، وهو صغارُ شَجَر الشَّوْك،

<<  <  ج: ص:  >  >>