للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كقَدْر القارُورَةِ تراها خَضْراءَ بعد الوَلَد، تُسَمَّى هُلابَةَ السقْيِ.

وهَلَبَتْنا السماءُ تَهْلُبُنا هَلْبًا، أي بَلَّتْنا بشيء من نَدًى أو نحوِ ذلك، وفي حديث خالد بن الوَلِيد رضي الله عنه أنَّه قال لمَّا حَضَرَتْهُ الوفاة: " لقد طَلَبْتُ القَتْلَ مَظانَّه فلم يُقَدَّر لي إلّا أنْ أموتَ على فِراشِي. وما مِنْ عَمَلِي شيءٌ أرْجَى عِنْدِي بعد لا إله إلا الله منْ لَيْلَة بِتُّها وأنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي والسَّماءُ تَهْلُبُني " أي تَمْطُرُني مطرًا شديدًا، ومنه ليلةٌ هالِبَةٌ.

وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه: " رحم الله الهَلُوبَ ولَعَنَ اللهُ الهَلُوبَ "، الهَلُوب: التي تُحِبّ زَوْجَها وتَنْفِرُ من غَيْره وتَعْصِيه، والتي تُحِبُّ خِدْنَها وتَعْصِي زَوْجَها وتُقْصِيه؛ فَعُولٌ من هَلَبْتُهُ بلسانِي وأَلَبْتُه: إذا نِلْتَ منه نَيْلا شديدًا، لأنّها نَيّالَةٌ إمّا من زوجها وإمّا من خِدْنِها؛ أو من هَلَبَ يَهْلُب: إذا تابَع، يقال: هَلَبَ الفرسُ: إذا تابَعَ الجَرْيَ، لأنّها تابعت أَمْرَيْن مَحَبَّةً ونِفارًا.

وأَهْلَبَ في عَدْوه إهلابًا، وألْهَبَ إلْهابًا.

وعَدْوُه ذو أهاليبَ. ويُقالُ: رَكِبَ كُلٌ مِنّا أُهْلُوبًا من الثَّناءِ، أي فَنًّا، وهي الأهالِيبُ.

ورَوَى شَمِرٌ عن بعضهم أَنَّه قال: لأَنْ يَمْتَلِئَ ما بين عانَتِي إلى هُلْبَتِي. فإنّ الهُلْبَة ما فوْقَ العانَة إلى قَرِيبٍ من أسْفَلِ البَطْن.

وأبو قَبِيصَةَ يَزِيدُ بن قُنافَة الطائِيّ، وقيل اسمُه سَلّامٌ، ولَقَبُه الهُلْبُ بالضَمّ، كذا يقوله أصحاب الحديث، كان أَقرَع فمَسَح النبيُّ صلى الله عليه وسلم رأسَه فنَبَت شَعَرُه؛ وأهلُ اللّغة يقولون: الهَلِبُ بفتح الهاء وكسر اللام، وهو الصَواب.

وأُهْلُوبٌ: فرسُ دَهْرِ بن عَمْرِو بن رَبِيعَة الكلابيّ.

وقال الجوهريُّ: قال أبو زُبَيْدٍ يصف رجلًا:

* أَحَسَّ يَوْمًا من المَشْتاةِ هَلَّابا *

وإنّما يصفُ امرأةً لا رجلًا، وصَدْرُه:

<<  <  ج: ص:  >  >>