للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الأصمعيّ: القَرْنُ: جبلٌ مطلٌّ على عرفات، وأنشد لِخدَاش بن زُهير:

فأصبح عَهْدُهُمْ كمقصِّ قَرْنٍ

فلا عينٌ تُحَسُّ ولا إثارُ

ويقال: الْقَرْنُ: الحجر الأملس النَّقِيُّ الذي لا أثَر فيه، يُضْرَب لمن يُسْتَأصَلُ ويُصْطَلَمُ.

والقرن: إذا قُصَّ أو قُطَّ بَقيَ ذلك الموضع أملس.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ رضي الله عنه: "إنّ لك في الجنّةِ بَيْتًا وإنّك لذُو قَرْنَيْها"، قيل: معناه ذُو قَرْنَي الجنة، أي ذو طَرَفَيْها.

قال أبو عبيد: ولا أحسبُه أراد هذا، ولكنه أراد ذُو قَرْنَيْ هذه الأمة فأضمرها، ويحقِّقُه أنه ذكر ذا القرنين، فقالَ دعا قومَه إلى عبادة الله فضَرَبُوه على قَرْنَيْه ضَرْبتيْن، ويكون فيكمْ مثلُه فنزى أنه إنما عنَى نفسَه، يعني أنّي أدعو إلى الحق حتى أضْرَبُ على رأسي ضَرْتَيْن، يكون فيهما قتلي.

وقال أحمد بن يحيى: يعني جَبَلَيْها، يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما.

والقَرُون: الناقة التي إذا بَعَرَتْ قارنت بَعْرَها.

وقال الّليث: القَرْنان: نعتُ السُّوْء في الرجل الذي لا غَيْرَةَ له.

قال أبو نصر: هذا من كلام الحاضرة، ولم أر البواديَ لَفَظُوا به ولا عرفوه.

وذَاتُ القُرون: منارة غُرِزَتْ فيها قرون الظِّباء من أوّلها إلى آخرها على طريق حاجّ العراق إلى مكّة حرسها الله تعالى.

وقيل في قول أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه: ما رأيتُ كاليوم طاعةَ قومٍ ولا فارسَ الأكارم ولا الرّومَ ذاتَ القُرون: قيل لهم ذاتُ القُرون لتوارثهم المُلْكَ قَرْنًا بعد قَرْنٍ.

وقال ابن دُريد: فلان قَرْنُ بني فلان، إذا كان سيَّدَهم.

وبأرض بني فلان قُرونٌ من العُشْب، أي شيء متفرّق.

وأصاب أرضَ بني فلان قُرونٌ من المطر، أي دُفَعٌ متفرّقة.

ويقال: هذا قرنٌ من لِحَاء الشجر، وهو شيء يُؤخذ ويُدقَّ ويُفْتَلُ منه حَبْلٌ.

وبُسْرٌ قارنٌ: إذا نَكَّب فيه الإرطاب، كأنه قرَن الإبسارَ بالإرْطاب.

وقول الأخْطِلُ يصفُ النِّساء:

وإذا نَصَبْنَ قُرونَهنّ لَغَدْرةٍ

فكأنّما حَلَّتُ لهنَّ نذُورُ

<<  <  ج: ص:  >  >>