للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ح ي ا)]

قيل في قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}: أي رزقًا حلالًا في الدنيا.

وقد تُحْذف على من لفظة حيَّ، فيقال: حيَّ الحُمُول قال ابن أَحمر:

أَنْشَاتُ أَسْأَلَهُ عَنْ حَالِ رُفْقَته

فقالَ: حَيَّ فإنّ الرَّكْبَ قَدَ ذَهَبَا

ويُروى "نَضَبا"، وهما بمعنًى، أي عليك بالحُمول فقد ذهبوا.

وقال شمرٌ: أَنشد مُحاربٌ لأعرابيٍّ:

ونَحْنُ في مَسْجَدٍ يَدْعُو مُؤَذِّنُهُ:

حَيَّ تَعَالَوْا وَمَا نَامُوا ومَا غَفَلُوا

قال: ذهبَ بها إلى الصوت؛ نحو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ، وسمعتُ العرب تقول إذَا ذكَرَتْ مَيِّتًا: كنَّا سَنَةَ كَذَا وكَذَا بمكان كذا وكذا.

وحيُّ عمرو مَعَنا؛ يريدون: عمرٌو مَعَنَا حيٌّ بذلك المكان. ويقولون: أَتَيْنَا فلانًا زَمانَ كذا، وحيُّ فلانٍ شاهد، وحيُّ فلانة شاهدة: المعنى وفلانٌ وفلانة إذ ذاك حَيَّان. وأنشد الفراء:

أَلَا قَبَّح الإلَهُ بَني زِيادٍ

وحَيَّ أبيهمِ قَبْحَ الحمارِ

أَيْ قَبَّح الله بني زياد وآباءهم.

وعن الأخفش أنه سمع أعرابيًّا يقول في أبيات قالهنّ: حَيُّ ربَاح، بإقْحَام حيٍّ.

وقيل في قولهم: لا يَعْرِفُ الحَيّ من اللَّيِّ: أي لا يَعْرِفُ الحقَّ من الباطل.

وقيل: الحيُّ: الحَويَّة والَّليُّ: فَتْلُ الحَبْلِ.

وقيل: الحيّ: فرجُ المرأة.

وقال ابنُ دُريد: الحِيُّ بالكسر: الحيَاةُ.

قال العَجَّاج:

وَقَدْ نَرَى إذِ الحياةُ حيٌّ

وإذْ زَمَانُ النَّاسِ دَغْفَلِيٌّ

قال: وبَنُو حَيٍّ بالفتح: قبيلةٌ من العرب وكذلك بَنُو حَيَيٍّ مصغَّرًا.

وقال الكسائيُّ: يقال: لا حَيَّ عنه، أي لا مَنْعَ منه، وأنشد:

ومَنْ يَكُ يَعْيَا بالبَيَان فإنَّهُ

أبُو مَعْقِلٍ لا حيَّ عَنْه ولا حَدَدْ

ويُرْوَى: فإن تسأَلوني بالبيان.

وفي حديث عُبيد بن عُميْر: "إنّ الرَّجُلَ لَيَسْألُ عن كلّ شيء حتّى عن حَيَّةِ أهله"، أيْ عن كلِّ نَفْسٍ حَيَّة في بيته؛ من هِرَّةٍ وفَرَسٍ وحِمارٍ وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>