للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب الألف اللينة]

من كتاب التكملة والذيل والصلة

[(إذا)]

إذْ قد تُوقَعث مَوقِعَ إذَا، وإذا مَوْقع إذْ، قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُون في غَمَراتِ المَوْتِ} معناه: إذّا الظَّالمون، لأَن هذا أَمْرٌ مُنْتَظَرٌ لم يقع، وقال بعضُهم: العَرَبُ تَضَعُ إذْ للمُسْتَقْبَل وإذا للماضي أيضًا، قال الله تعالى: {ولَوْ تَرَى إذْ فَزِعُوا} ومعناه إذ يَفْزَعُونَ يوم القيامة قال الفَرّاء: إنما جازَ ذلك لأنَّه كالواجبِ إذ كانَ لا يُشَكُّ فيه، أي في مَجِيئِه. والوَجْهُ فيه إذا قال: ومن العرب من يقول: كان كَذَا وكَذَا وهو إذْ صَبِيٌّ: إذْ ذَاكَ صَبيٌّ، قال أبُو ذُؤَيِّب:

نَهَيْتُكَ عن طِلَابِكَ أُمِّ عَمْرٍو

بعاقِبَةٍ وأَنْتَ إذٍ صَحِيحُ

بعاقَبةٍ، أيْ بعَقِبِ أَمْرِكَ.

(إلْا)

تقول العَرَبُ: إلَيْكَ عَنِّي أي أَمْسِكْ وكُفَّ وتَقُولُ إلَيْكَ كَذَا وكَذَا، أي خُذْه، قال القُطَامِيُّ:

إذَا التَّيَارُ ذُو العَضَلاتِ قُلْنَا

إلَيْكَ إلَيْكَ ضاقَ بها ذِراعا

وإذا قَالُوا: اذْهَبْ إليكَ؛ فمعناه: اشتغلْ بنَفْسِك وأَقْبِلْ عليها؛ قال الأَعشى:

فاذْهَبِي ما إِلَيْكِ أَدْركَنِي الحِلْمُ

عَدَانِي عن هَيْجِكُمْ أَشْغَالِي

وأمَّا أَلَا تكون عَرْضًا كما تكونُ تَنبيهًا، ويكون الفعل حَزْمًا ورَفْعًا، تقول: أَلَا تَنْزِلْ تَأَكُلْ وأَلَا تنزلُ تَأْكُل. وتكون أيضا تقريعًا وتَوبيخًا ويكون الفعلُ بعدها مَرْفُوعًا لا غَيْرُ، تَقُولُ: ألَا تَنْدَمُ على فِعَالِكَ: ألا تَسْتَحَيِي من جِيرانِكَ!

<<  <  ج: ص:  >  >>