للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك واوُ المُوقِن والمُوسِر؛ لأن أصلَهما أَيْقَنْت وأَيْسَرت.

ومنها واوُ الجَزْم المُرْسَل كقوله تعالى: {ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}، فأُسْقِطَتِ الواوُ لالتقاء الساكنين لأن قبلهما ضَمَّةً تَخْلُفها.

ومنها واوُ الجَزْم المُنْبَسِطِ كقوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ في أموالكُم وأنْفُسِكُم} فلم تَسْقُط الواو، وحَرَّكوها لأنَّ قبلها فتحةً لا تكون عِوَضًا منها.

وقال أبو طالب النحويّ: إنما يسقط أحدُ الساكنين إذا كان الأول من الجَزْمَ المُرْسَلُ، فإذا كان من الجزم المنبسط انكسر ولم يَسْقُط.

والجزمُ المُرسَلُ كلُّ واوٍ قَبلها ضَمَّة، أو ياء قبلها كسرة، أو ألف قبلها فتحة.

ومنها واواتُ الأَبنِيَةِ، مثل الجَوْرَب والنَّوْرَب والجَدْوَل والحَشْوَر، وما أشبهها.

ومنها واوُ الهمزة في الخَطِّ واللفظ، كقولك:

حَمْرَاوان وسَوْداوان، وكقولك: أُعِيذُكَ بأَسماواتِ اللهِ تعالى. وأَبْنَاواتُ سَعْد مثل السَّمَاوَاتِ.

ومنها واوُ النِّدَاءِ؛ وهي غير واوِ النُّدْبة، كقولك: وَازَيْدُ.

ومنها واوُ الصَّرْفِ، قال الفرَّاء: الصَّرْفُ أَنْ تَجِيءَ الواوُ مَعْطُوفةً على كلامٍ في أَوَّله حادثةٌ لا يَسْتقيمُ إعادتها على ما عُطِفَ عليها، قال المُتوكِّلُ الَّليْثيُّ:

لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتَأتِيَ مِثْلَهُ

عَارٌ عَلَيْكَ إذَا فَعَلْتُ عَظِيمُ

أَلَا تَرَى أنه لا يجُوز إعادة لا على "وتأتي مثله"، فلذلك سُمِّيَ صَرْفًا إذا كان معطوفًا ولم يَستقم أن يُعاد فيه الحادثُ الذي فيما قبله.

ومنها واوُ النِّسبة، قولك في أَخٍ: أَخَوِيّ، وفي أُخْتٍ أَخْتَوِيّ، وفي رِبَى: رِبَوِيّ، وإلى عاليَةِ الحجاز: عُلْويّ.

ومنها الواوُ الدَّائمةُ، وهي كلُّ واوٍ تُلابِسُ الجَزَاءَ، ومَعْنَاهَا الدَّوَامُ، كَقَوْلِكَ: زُرْنِي وأَزُورُكَ بالرَّفْع والنَّصْب.

ومنها الواوُ الفارقة، وهي كلُّ واو دَخَلَتْ في أَحَد الحَرْفَيْنِ المُشَبَّهيْن ليُفْرَقَ بينه وبين الحَرْف المُشْبِه له في الخطِّ مثل واوِ أُولئكَ، وواو أولِي، وأُولُو؛ لئلَّا يشتبه بإلَيْكَ وإلَى.

ومنها واوُ عَمْرِو؛ ليُفْرَقَ بينه وبين عُمَر، وهذا في حالتَي الرَّفْعِ والجَرّ.

ومنها واوُ التَّخْيِير بمعنى أوْ، قالَ الله تعالى: {فَانْكَحُوا مَا طَابَ لَكُم مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وثُلَاثَ ورُبَاعَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>