للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ليت)]

ليت: إذا جَعَلْتَها اسْمًا نَوَّنْتَها وأَعْرَبتها. قال أبو زُبَيْد حَرْمَلَةُ بنُ المُنْذِرِ الطائيّ:

لَيْتَ شِعْرِي وأيْنَ مِنِّيَ لَيْتٌ ... إنّ لَيْتًا وإنَّ لَوًّا عَناءُ

أيُّ ساعٍ سَعَى لِيَقْطَعَ شِرْبِي ... حِينَ لاحَتْ للصابِحِ الجَوْزاءُ

فَنَوَّنَ لَيْتًا وثَقَّلَ لَوًّا وأعربَهما. وقال النابغةُ:

ألا يا لَيْتَنِي والمَرْء مَيْتُ ... وما يُغْنِي من الحَدَثانِ لَيْتُ

وقال الجوهريّ: قال أبو وَجْزَةَ:

العاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عاطفٍ ... والمُطْعِمون زَمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ

وهذا الإنْشادُ فاسِدٌ، ولعلَّه نَقَلَه من بعضِ كُتُبِ اللُّغَة. والإنْشادُ الصحيحُ:

العاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ ... والمُسْبِغُون يَدًا إذا ما أَنْعَمُوا

والمانِعُونَ من الهَضِيمَةِ جارَهُمْ ... والحامِلُونَ إذا العَشِيرَةُ تَغْرَمُ

واللّاحِفُونَ جِفانَهُم قَمَع الذُّرَا ... والمُطْعِمُون زَمانَ أَيْنَ المُطْعِم

[فصل الميم]

[(متت)]

مَتَّى، على وَزْنِ حَتَّى: اسمُ أبِي يُونُسَ صلواتُ الله عليه. قال اللَّيْثُ: سُمِّيَ مَتَّى على فَعْلَى، فُعِلَ ذلك لأنّهم لمّا لمْ يكن لهم في كَلامِهم في إجْراءِ الاسْمِ بعد فَتْحِهِ على بِناء مَتَّى حملوا الياء على الفَتْحَة التي قَبْلَها فجَعَلُوها أَلِفًا، كما يقولون: مِنْ غَنَّيْتُ غَنَّى، ومن تَغَنَّيْتُ تَغَنَّى.

قال الصغانيّ مؤلّف هذا الكتاب: إنْ جعلتَ مَتَّى على فَعَّل فِعْلًا ماضِيًا من التَمْتِيَةِ بمعنى التَّمْدِيد كتَمَطَّى من تَمَطَّطَ، فموضِعُه المُعْتَلّ، وإن جعلتَه فَعْلَى من المضاعَفِ فهذا موضِعُه.

وأبو يَزِيدَ محمّدُ بنُ يَحْيَى بنِ خالدِ بن يَزِيدَ بنِ مَتَّى المَدَنِيّ من المُحَدِّثين. وقال أبو حاتِمٍ: سألتُ الأصْمعيّ عن قَوْلِ مُزاحِمٍ العُقَيْليّ:

أَلَمْ تَسْأَلِ الأَطْلالَ مَتَّى عُهُودُها ... وهَلْ تَنْطِقًا بيداءُ قَفْرٌ صَعِيدُها

وعن تَشْدِيد مَتَّى، وعن مَعْناه في هذا البيت،

فقال: لا أدْرِي. قال أبو حاتِم: ثَقَّلَها كما

<<  <  ج: ص:  >  >>