للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنه كان سَباها، فلما سكر أجابهم إلى ذلك.

ويُرْوَى: سَقَوْنِي الخَمْر. على أنّ أبا عبيد روى عن الفرّاء في المُصَنَّفِ على ما ذَكره الجوهريّ وفَسَّرُوه بأنهم مَرُّوا به ومعهم قِرْبَةُ لَبَنٍ وقدْ أجْدَب ولا لَبَنَ عنده، وشربوا وشرب معهم من اللّبن وأكْثَرَ منه فغَمَرَه ونام كالسكران، فلما أرادوا ذلك خالفوه إلى امرأته. وإنّما البلاءُ من الأوّلِين.

وأنشد الجوهريّ أيضا قولَ الشَّنْفَرَى:

غَدَوْنَ من الوادِي الّذي بين مِشْعَلٍ ... وبين الحَشا هَيْهات أَنْسَأْتُ سُرْبَتي

وروى أبو المِنْهال: الحَشا أيضا. والرّواية: الجَبا، بالجيم والباء، وهو موضع، والحَشا تصحيف.

وقال الجوهريّ: وقال:

أمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ لا أَباكَ ضَرَبْتَهُ ... بمِنْسَأَةٍ قد جَر حَبْلُك أَحْبُلَا

والرّواية: قد جاء حَبْلٌ بأَحْبُلٍ. والبيت لأبي طالِبٍ عمّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفي شعره: لا أَبَا لَكَ صِدْتَه، أي جعلته أَصْيَدَ، أي مائلَ العُنُقِ، قاله لخداشِ بن عبد الله بن أبي قَيْسِ بن عَبْد وُدٍّ في قتله عَمْرَو بنَ عَلْقَمَة بن المُطَّلب.

" ح " - نَسَأتُه: كَلَأْتُه. ونَسَأَتِ الظَّبْيَةُ غَزَالها: رَشَّحَتْه. ونَسَأَتْهُ: سَقَتْه النَّسْءَ.

وفلان نِسْءُ نِساء، أي خِدْنُهُنَّ وحِدْثُهُنَّ.

[(نشأ)]

المُسْتَنْشَآتُ في قول الشَّمَّاخ:

عَلَيْها الدُّجَى مُسْتَنْشَآت كأنَّها ... هَوادِجُ مَشْدُودٌ عليها الجَزائز

ويروى الجَزاجزُ: المَرْفوعات.

وقال الأزهري: ناشِئَةُ اللَّيل مصدرٌ جاء على فاعِلَة، وهي بمعنى النَّشْءِ، مثل العافِيَة بمعنى العَفْو، والعاقِبَة بمعنى العَقْبِ، والخاتِمَة بمعنى الخَتْم. ونَشَأَ اللَّيْلُ: ارْتَفَع.

وقال ابنُ السكّيت عن أبي عَمْرٍو: وتَنَشَّأْتُ إلى حاجَتي: نَهَضْتُ إليها ومَشَيْت، وأنشد لبُرْجِ بن مُسْهِرٍ الطائيّ:

فلَمَّا أنْ تَنَشَّأَ قام خِرقٌ ... من الفِتْيانِ مُخْتَلَِقٌ هَضُومُ

وقال الدِّينَوريّ: النَّشْأةُ بالفتح والنَّشِيئَةُ من كلّ النبات: ناهِضُه الذي لم يَغْلُظْ بعدُ، وأنشد:

<<  <  ج: ص:  >  >>