للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنّه يريدُ بالجَناحَيْن: الشَّفَتَيْن؛ ويُقال: أَرَاد بهما: جَناحَي اللَّهَاة والحَلْقِ.

وقد سَمَّت العَربُ: جَناحًا، وجِنْحًا، بالكَسر. وكان أبو مَهْدِيّة قد بَنَى بيْتًا في ظاهِر خَنْدَقِ البَصْرة، وسَمّاه: جَنّاحًا، بالتَّشْديد؛ قال يُونُسُ: دَخلنا على أبي مَهْديّةَ في عَقِب مَطَرٍ نَسْأله عن حالِه، فقُلْنا له: كيفَ أنت يا أبا مَهْدِيّة؟ فقال:

عَهْدِي بجَنّاح إذا ما ارْتَزَّا ... وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُرابًا نَزَّا

أنْ سَوْف تُمْضِيه وما ارْمَأزَّا ... كأنّما لُزَّ بِصَخْرٍ لَزَّا

* أَحْسَنَ بَيْتٍ أَهَرًا وبَزَّا *

قال: وما كان في البَيْت إلا حَصِيرٌ مُخَرَّق.

وقال الزّجّاجُ: أَجْنَحَ اللَّيلُ، إذا مال، مِثْلُ: جَنَحَ.

وفي حديث النبيّ، صلى الله عليه وسلم، أنّه أَمَر بالتَّجَنُّح في الصَّلاة، فَشكا ناسٌ إليه الضَّعْفَ، فأَمَرهم أن يَسْتَعِينُوا بالرُّكَب.

التَّجَنُّحُ، والاجْتِناحُ، في السُّجُود: أن يَعْتمِدَ على رَاحَتَيْه مُجَافِيًا لِذِراعَيْه، غَيْرَ مُفْترِشِهما؛ قال عَدِيُّ بنُ الرِّقَاع:

يَبِيتُ يَحْفِرُ وَجْهَ الأَرْضِ مُجْتَنِحًا ... إذا اطْمَأَنَّ قَليلًا قامَ فانْتَفَلَا

أي: ذَهب ونَفر.

وقال ابنُ شُمَيْلٍ: الاجْتِناحُ في الناقة، كأنّ مُؤَخَّرَها يُسْنَدُ إلى مُقَدَّمها من شِدّة انْدِفاعِها، تَحْفِزُها رِجْلَاها إلى صَدْرِها.

وقال شَمِرٌ: اجْتَنَحت النّاقةُ في سَيْرِها، إذا أَسْرَعَتْ؛ وأَنْشَد:

مِنْ كُلِّ وَرْقَاءَ لها دَفٌّ قَرِحْ ... إذا تَبَادَرْنَ الطَّرِيقَ تَجْتَنِحْ

وقال أبو عُبَيدةَ: المُجْتنِحُ من الخَيْل: الذِي يَكُون حُضْرُه واحدًا لأحَدِ شِقَّيْه يَجْتَنِحُ عليه؛ أي: يَعْتمِدُه في حُضْرِه.

* ح - النَّعْجَةُ إذا أُشْلِيَت للحَلْب، يُقال لها: جَنَاحْ جَنَاحْ.

والجَنَاحُ، هي السَّوْدَاءُ.

وجَنَحَ يَجْنِحُ، بالكَسر، لغةٌ في: يَجْنَح؛ ويَجْنُح؛ عن الفَرّاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>