للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الجَوْهَرِيّ في " م ق د ": المَقَدِيّ، مُخفَّفة الدَّال: شَرَابٌ مَنْسُوبٌ إلى قَرْيةٍ بالشَّام، يُتَّخَذُ مِن العسَل؛ قال الشَّاعِرُ:

عَلِّلِ القَوْمَ قَلِيلًا ... يا بْنَ بنْتِ الفارِسيَّهْ

إنّهمْ قد عاقَرُوا اليَوْ ... مَ شَرَابًا مَقَدِيَّهْ

انْتَهى ما ذَكر الجَوْهرِيّ.

وقد غَلِط في قَوْله " قَرْية بالشّام "، والقَرْية بتَشديد الدال، كما ذكرتُ؛ وأما " المَقدِيّ " بتَخفيف الدال، فَشَرابٌ يُتَّخَذ مِن العَسَل، وهو غير مُسْكِرٍ؛ قال عُبَيد الله بنُ قَيْس الرُّقيَّات:

مَقَدِيًّا أَحَلّه اللهُ للنَّا ... سِ شَرَابًا وما تَحِلُّ الشَّمُولُ

وقال شَمِرٌ: سَمِعْتُ رَجَاءَ بنَ سَلَمَةَ يَقُول: المَقَدِّيُّ: طِلَاءٌ مُنَصَّفٌ، مُشَبَّهٌ بما قُدَّ بنِصْفَيْن.

وناقَةٌ مُتَقَدِّدةٌ، إذا كانَتْ بين السِّمَن والهُزَال، وهي التي كانَتْ سَمِينةً فَخَسَفَتْ، أو كانَتْ مَهْزُولةً فابْتَدأتْ في السِّمَن؛ يُقال: كانت سَمِينةً فتَقَدَّدَتْ؛ أي: هُزِلَتْ بَعْضَ الهُزَال.

و" قَدْ ": كَلمةٌ لا يَكُون الفِعْلُ الماضِي حالًا إلا بإضْمارها، أو إظْهارها معه، وذلك مِثْلُ قَول الله تَعالى: (أو جاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُم)، لا يكون " حَصِرت " حالًا إلّا بإضْمار " قد "، فيَكُون تَقْدِير الكَلام: حَصِرَةً صُدُورُهم.

وقال الفَرّاء، في قوله الله عزّ وجلّ: (كَيْفَ تَكْفُرون بالله وكُنْتُم أَمْواتًا): المَعْنى: وقد كُنْتُم، ولولا إضمار " قد " لم يَجُز مِثْلُه في الكَلام، ألَا تَرى أنّ قَوْله، في سُورة يُوسُف: (إنْ كان قَميصُه قُدَّ مِن قُبُل فَصَدَقَتْ): أنّ المَعْنى: فَقَد صَدَقت.

وأمّا الحَالُ في المُضَارِع فسائِغةٌ دون " قد "، ظاهرةً أو مُضْمَرةً.

وقد يُقَرِّبُ المَاضِيَ مِن الحال، إذا قُلْتَ: قد فَعل؛ ومنه قول المُؤَذِّنِ: قد قامَتِ الصَّلاةُ.

ويجوز الفَصْلُ بَيْنها وبين الفِعْل بالقسم، كقولك: قَد والله أَحْسَنْتَ؛ وقد لَعَمْرِي بِتُّ سَاهِرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>