للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: شُبِّهت العَصَا بالقَضِيب الذي يَكُون مع النَّجَّاد، يُصْلِح به حَشْوَ الثِّيَاب.

وقيل: هي العُودُ الذي يُحْشَى به حَقيبةُ الرَّحْل، لتَتَنَجَّد وتَرْتَفع.

والمعنى: أَنَّه رَخَّص في قَطْع هذه الأَشْياء من شَجَر الحَرَمِ، لأَنها تُرْفِقُ المارّةَ والمُسافِرين، ولا تُضِرُّ بأُصُول الشَّجَر.

والنَّواجِدُ: طَرَائِقُ الشَّحْم؛ الواحِدَةُ: ناجِدَةٌ؛ ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضي الله عنه: ما من صاحبِ إبلٍ لا يُؤَدِّي حَقَّها إلّا بُعِثَتْ له يَوْمَ القِيامَة أَسْمَنَ ما كانَتْ، على أَكْتافها أَمْثَالُ النَّوَاجِد شَحْمًا، تَدْعُونه أَنْتم الرَّوَادِفَ.

الرَّوادِفَ: النَّواجِدُ، أَيضًا.

وفي حَديث النبيّ، صلى الله عليه وسلم: أَنَّه رَأَى امرأَةً تَطُوف بالبَيْت عليها مَناجِدُ من ذَهَبٍ، فقال: أَيَسُرُّكِ أن يُحَلِّيَك اللهُ مَنَاجِدَ من نارٍ؟ قالت: لا؛ قال: فأَدِّي زَكَاتَه.

المَنَاجِدُ: هي حُلِيٌّ مُكَلَّلَةٌ بالفُصُوص، مُزَيَّنَةٌ بالجَوَاهِر.

قال أبو سَعِيد الضَّرِير: واحدُها: مِنْجَدٌ؛ وهو من لُؤْلُؤٍ وذَهَبٍ، أو قَرَنْفُلٍ، في عَرْضِ شِبْر، يَأْخُذ من العُنُق إلى أَسْفَلِ الثَّدْيَيْن، وسُمِّي بذلك لأنّه يَقع على مَوْقع نِجَاد السَّيْف.

وفي حَدِيثٍ آخَرَ: هَلك الفَدَّادُون إلّا من أَعْطى في نَجْدتها ورِسْلِها.

النَّجْدَةُ، لها مَعْنَيان، أحدُهما ما ذَكَره الجَوْهَرِيّ، وهو المَشَقَّةُ، تَقُول: لَقِي فُلانٌ نَجْدَةً؛ قال طَرفَةُ يَصِفُ جاريةً:

تَحْسِبُ الطَّرْفَ عَليها نَجْدَةً ... يا لقَوْمٍ للشَّبَابِ المُسْبَكِرْ

يَقول: يَشُقُّ عَليها النَّظَرُ لِنَعْمَتها، فَهِي سَاجِيَةُ الطَّرْفِ. [والرِّسْلُ: السُّهُولةُ، ومنه قولُهم: على رِسْلك؛ أي: على هِينَتك؛ قال رَبيعةُ بنُ جَحدَرٍ:

ألّا إنّ خَيْرَ النَّاسِ رِسْلًا ونَجْدَةً ... لَعَجْلَانُ قَدْ خَفَّتْ لدَيْهِ الأكَارِسُ

الأَكَارِسُ، تَخْفِيف " الأَكَارِيس "، وهي الأَصْرَامُ؛ واحدها: كِرْسٌ، ثم أَكْراس، ثم " أَكَاريس " جَمْع الجَمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>