للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأَحْفارُ، المَعْرُوفَةُ في بِلاد العَرَب ثَلاثَةٌ:

فمِنها: حَفْرُ أبي مُوسَى، وهي رَكَايَا احْتَفَرَها أبو مُوسَى الأشعرِيّ، رضي الله عنه، على جَادّة البَصْرةِ إلى مَكَّةَ، حَرَسها الله تعالى، وهي ما بَيْن ماوِيّةَ والمَنْجَشَانِيّات، ورَكَايَا الحَفْرِ مُسْتَوِيَةٌ بعِيدةُ الرَّشَاءِ عَذْبةُ المَاء؛

ومنها: حَفْرُ ضَبَّة، وهي رَكَايَا بِناحِيَةِ الشَّواجِن، بَعِيدةُ القَعْر عَذْبَةُ المَاء؛

ومنها: حَفْرُ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ، وهي بحِذَاء العَرَمَة، وراءَ الدَّهْناءِ، يُسْتَقَى منها بالسّانِيَة، عند حَبْلٍ مِن حِبَال الدَّهْنَاء، يُقال له: حَبْلُ الحاضِر.

وأَحْفَرَ الرَّجُلُ، إذا رَعَى إبِلَه الحِفْرَى.

وأَحْفَرَ، أيضًا: إذا عَمِل بالحِفْرَاةِ التي يُذَرَّى بها الكُدْسُ.

وقال أبُو حاتِمٍ: يُقال: حافَرَ اليَرْبُوعُ مُحَافَرَةً، وفلانٌ أَرْوَعُ من يَرْبُوعٍ مُحَافِرٍ، وذلك أن يَحْفِرَ في لُغْزٍ من أَلْغازِه فيَذْهَبَ سُفْلًا، ويَحْفِرَ الإنْسَانُ حتى يُعْيِىَ فلا يَقْدِرُ عليه، ويَشْتَبِهُ عليه الجُحْرُ فلا يَعْرِفُه من غَيْره، فيَدَعُه؛ وإذا فَعَلَ اليَرْبُوعُ ذلك قِيل لِمن يَطْلُبه: دَعْهُ فقَد حافَرَ، فلا يَقْدِر عليه أحَدٌ.

وقال: إنّه إذا حَافَر حتّى أَبَى أن يَحْفِرَ التُّرابَ ولا يَنْبُثُه، ولا يَدْري وَجْهَ جُحْره، يقال: قد حَثَى؛ فتَرى الجُحْرَ مَمْلُوءًا تُرَابًا، مُسْتوِيًا مع ما سِوَاه، إذا حَثَى، ويُسَمَّى ذلك: الحاثِيَاءُ، مَمْدُودًا؛ يُقال: ما أَشَدّ اشْتِبَاهَ حاثِيَائِه.

وقال ابنُ شُميْلٍ: رَجُلٌ مُحافِرٌ: ليس له شَيْءٌ، وأَنْشَد:

مُحَافِرُ العَيْشِ أَتَى جِوَارِي ... لَيْس له مِمّا أَفاءَ الشَّارِي

* غَيْرُ مُدًى وبُرْمَةٍ أَعْشَارِ *

ويَحْيَى بنُ سُلَيْمَان الحُفْريّ، بالضم، من المُحدِّثين؛ وقيل له: الحُفْرِيّ، لأَنّ دَارَه كانَتْ على حُفْرَةٍ بِدَرْب أُمّ أَيُّوبَ، بالقَيْرَوَانَ.

وأبُو دَاوُدَ الحَفَريّ، بالتَّحريك، وقيل له: الحَفَرِيّ، لأنه كان يَنْزِلُ مَوْضِعًا بالكُوفَة، يُقال له: الحَفَرَةُ.

والحَفّارُ: الذي يَحْفِرُ القُبُورَ.

وقال الجَوْهَرِيّ: ويُنْشَدُ:

* قالُوا انْتَهَيْنَا وهَذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ *

والرِّوَايةُ:

* أَشْرَفْنَ أو قُلْنَ هذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ *

<<  <  ج: ص:  >  >>