للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وموصولة، كالذي والتي، كقولك: مررت بمن في الدار، تريد بالذي في الدار، وهي في هذا القسم مبنية للمعنى الذي بني له «الذي» وأخواته من الكلم الموصولة، وذلك المعنى هو مشابهته الحرف في افتقاره إلى ما يتصل به، وكونه لا يتم اسماً إلا بما بعده، فجرى مجرى بعض الاسم الذي لابد له من تمام.

ونكرة موصوفة، كقولك: مررت بمن قائمٍ، تريد برجل قائمٍ، وعليه أنشدوا:

(يا رب من يبغض أذوادنا ... رحن على بغضائه واغتدين) (١)

يدلك على أنها في هذا القسم نكرة موصوفة لا معرفة موصولة، دخول رب عليها، وهي إنما تدخل على النكرات لا المعارف، فبنيت في هذا القسم لأنها بلزوم الصفة إياها جرت مجرى الموصولة، وفي كل أقسامها هي مبنية على السكون، والسكون هو الأصل في المبنيات كما أن الحركة هي الأصل في الإعراب.

وإنما يبنى على الحركة ما يبنى منها لعلة تخرجه عن أن يسكن آخره ككيف وأين، بنيتا لتضمنها معنى همزة الاستفهام، وحرك آخرهما لسكون الياء قبلهما؛ فلو سكنت آخرهما اجتمع ساكنان، ولا سبيل إلى


(١) الاذواد: جمع ذود، وهو القطيع من الإبل، بين الثلاث والثلاثين.
وهو لعمرو بن قميثة اليشكري (١٨٠/ ٤٨٨ - ٨٥/ ٥٤٠). ويلقب بالضائع لموته في غربة وفي غير إرب ولا مطلب، من أقدم شعراء بكر في الجاهلية.
معنى البيت: نحن محسودون لشرفنا. وعزتنا وكثرة مالنا، والحاسد لا ينال منا غير البغضاء، ونحن لا نبالي به، بل نروح ونغدو وفؤاده منطو على البغضاء.
الديوان: ١٩٦، الكتاب ١: ٢٧٠، الأزهية: ١٠٢، أمالي الشجري ٢: ٣١١.
شرح المفصل: ١١. وروايته في الكتاب: رحنا على بغضائه.

<<  <   >  >>