للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زيدٌ عمراً كما تقول: من أن ضرب زيدٌ عمراً؛ ترفع به الفاعل وتنصب به المفعول كما تفعل ذلك بالفعل، حكمه في ذلك حكمه؛ إلا أن المصدر لا يتقدم عليه المفعول، والفعل يصح تقدم مفعوله عليه.

وبالجملة لا يتقدم شيء من معمولات المصدر عليه، لأنها في صلته، ولا يتقدم كما علمت شيء من الصلة على الموصول، على أنه قد جاء في الشعر ما ظاهره تقدم شيء من فضلات المصدر المتعلقة به عليه كقول حنظلة بن شرقي (١):

فما يرجو ابن عمي عنه دفعي (٢)

والمعنى دفعي عنه، والمصدر مضافٌ إلى الياء، وهي فاعلة.

والمحررون (٣) من المحققين منهم يجعلون مثل هذا تبييناً، فلا يعلقونه بنفس المصدر (٤) المذكور فراراً من تقديم شيء من صلة المصدر عليه. وقد ينون المصدر ويعمل بتقدير أن فعل (٥) فيرتفع الاسم به على أنه فاعل كقولك: يعجبني إكرام زيدٌ عمراً أي أن أكرم زيدٌ عمراً، وقد يعمل بتقدير أن فعل (٦) فيرتفع به الاسم ارتفاع ما لم يسم فاعله كقولك: يعجبني إكرام عمروٌ أي أن أكرم عمروٌ.


(١) أبو الطمحان القيني (٠٠ - ٣٠/ ٥٩١) شاعر فارس معمر، وأحد بني القين من قضاعة عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام. الشعر والشعراء: ١٤٥، الأغاني ١١: ١٢٥ الخزانة ٣: ٢٤٦.
(٢) لم أعثر عليه فيما بين يدي من مصادر.
(٣) في (آ): والمجوزون، وهو تصحيف.
(٤) قدم التأكيد "نفس" على المؤكد "المصدر" وهو خطأ.
(٥) يلي ذلك في (ج): أو يفعل.
(٦) يلي ذلك في (ج): أو يفعل فيرتفع الاسم به.

<<  <   >  >>