للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم .....................

ومثله:

.................. ... ............. ومن لا يَظلم الناس يُظلم

وهذا وإن كان على لفظ العموم، فالمراد به الخصوص؛ لأنه ليس كل من لم يَظلم يُظلم لا محالة، ولا كل من لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدّم حوضه، وهذا النحو كثير.

ومما يقوي أن "الناس" في قوله {إن الناس قد جمعوا لكم} المراد به واحدٌ، قوله {إنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه}، فوقعت الإشارة بقوله {ذلكم} إلى واحد، ولو كان المعنى به جمعاً لكان: إنما أولئكم الشيطان. فهذه دلالة ظاهرة من اللفظ.

وقال سيبويه: "سير عليه الدهر والليل"، وذهب فيه إلى أنه على التكثير ووضع العام موضع الخاص، وأن ذلك كما يقول القائل: جاءني أهل الأرض، وعسى أن الذين جاءوه عشرة، وإنما كثرهم. ومثل ذلك "الأبد"، فجعل هذه الأشياء في جواب "كم".

وقد قيل: إن التأويل بقوله {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم} إن الذي قال وإن الذي جمع من هذا القبيل الذي هو الناس دون الملك والجن.

وأما قوله "والإنسان واحد، وقد يكون جمعاً، قال الله تعالى {والعصر *

<<  <   >  >>