للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قصة بيع الجمهرة الدريدية

صاحبها أبو الحسن الفالي، لا أبو علي القالي (١)

لقد فرحت أيّما فرح لمّا بلغني أن ملحق التراث سيعاود صدوره، بعد فترة امتدّت، فشقّت عليّ أنا وأمثالي ممن اتخذوه - منذ أن عرفوه - أنيسهم وجليسهم، يترقبون موعده، ويستبشرون بقدومه، ويستمتعون بما يحمله إليهم من ضروب المعرفة، وطرائف المنظوم والمنثور، وأخبار المخطوط والمنشور.

فكم نزهةٍ فيك للناظرين ... وكم راحةٍ فيك للأنفس

ثم فوجئنا ذات يوم بأن اختفى هذا الجليس، فلم يزرنا كعهده كل خميس، فأشفقنا عليه من حدثٍ نابه، أو مكروه أصابه، فدعونا له بالسلامة، وقلنا جميعًا: "لا أوحش الله من مؤنس".

ثم تمادى غيابه، وانقطعت أخباره، فخامرتنا الشكوك، وساورتنا الهموم، وذهبت بنا الظنون كل مذهب، ولم يبق لنا سوى "التعلل بالتذكار والأمل".

وأخيرًا، بعد حول مجرَّم، انجلت الغمرة، وعاد المنتظر، وحلّ بصحيفة البلاد، ولقي منها "أهلًا بأهل وجيرانًا بجيران" فالحمد لله الذي جمع شملنا به، بعدما برّح الشوق، وطال الانتظار، فمرحبًا به من زائر لا يمل:

تحية مشتاق وتسليم وامق ... وتجديد عهد من مقيم على عهد

* * *


(١) نشر في ملحق التراث بجريدة البلاد السعودية في ٤ و ١١/ ١/١٤١٩ هـ = ٣٠/ ٤ و ٧/ ٥/١٩٩٨ م.

<<  <   >  >>