للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كتاب جمل الغرائب للنيسابوري

وأهميته في علم غريب الحديث (١)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين، نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، وعلى من تمسّك بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد، فإن أشرف العلوم ما وضع لخدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد اعتنى علماء الإسلام بهذين الأصلين اعتناء عظيمًا لا نظير له في تاريخ الأمم. ومن أوائل فنون العلم التي نشأت لخدمة القرآن الكريم ما سمي بفن غريب القرآن. ورديفه من أنواع علم الحديث دعي بفن غريب الحديث. والمقصود بالغريب هنا ما وقع في متن الحديث من لفظ أو أسلوب خفي معناه وأشكل لسبب من الأسباب، "وهو فن مهم يقبح جهله بأهل الحديث خاصة ثم أهل العلم عامة، والخوض فيه ليس بالهين، والخائص فيه حقيق بالتحرّي جدير بالتوقّي" كما قال ابن الصلاح (٦٤٣ هـ)، ونقل أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله سئل عن حرف من غريب الحديث، فقال: "سلوا أصحاب الغريب، فإني


(١) قدّم مختصر منه إلى في ندوة "عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية" التي عقدها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنّورة في ١٥ - ١٧/ ٣/١٤٢٥ الموافق ٤ - ٦/ ٥/٢٠٠٤ م.

<<  <   >  >>