للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= وقال النحويون: إن أصل مذ منذ فحذفت النون تخفيفًا, ثم فرعوا على ذلك مسألة فقالوا: لو سميت رجلًا بمذ لقلت في تحقيره: منيذ, وفي جمعه: أمناذ فتعيد النون. وسألت بعض من يدعي علم الإعراب وهو عنه بمعزلة فقلت له: لم حكم النحويون بأن أصل مذ منذ؟ فكان قصارى جوابه أنه قال: هذا قول سيبويه ومن رد عليه فقد جعله مفتريًا للغة, وهذا جواب لا يرضى به إلا المقلد الذي لا نظر له في فنه, فإن سيبويه لمي ذهب إلى هذا إلا لدليل, وإن لم يكن كذلك جعل متحكمًا. والجواب المفيد أن يقال: لما رأينا مذ ومنذ بمعنى واحد, وإن الثنائية توافق الثلاثية في حرفين, ورأينا بعض العرب قد قال: مذ بالضم, حكمنا بأن أصل مذ منذ. ومن تأمل ما ذكرته علم بأنه موافق لمذاهب النحويين وسائل من ينابيع أقوالهم.

هذا وقد خولف سيبويه, والذي خالفه يعتد بقوله عند أهل هذه الصناعة وإن كان متأخرًا, فإن الذي ذهب إليه أسنده إلى دليل قوي.

قال سعيد بن المبارك المعروف بابن الدهان في كتابه الموسوم بالغرة في شرح اللمع: «إنه لا يمتنع أن يكون المحذوف من مذ / حرف علة يكون اللام فتكون من ٧١/ب باب غدٍ ويدٍ ودمٍ, لأن ما جاء على حرفين من الأسماء المتمكنة لم يجئ إلا محذوف اللام ما خلا اسمين, قالوا: غد ويد ودم وأب وأخ وحم وهن وذو واسم وابن واشت, وثنان واثنتان وحر وايم الله فيمن حذف النون, ودد وشاة واللات من قوله تعالى: {أفرأيتم اللات} فقد رأيتم كثرة ذلك أعني المحذوف اللام وقلة ما حذفت عينه. والحمل على الأكثر متعين لاطراده» ولولا اغترار كثير من العامة برخارف =

<<  <   >  >>