للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: وإذا ابتدئ بعدها الكلام, قلت: قام القوم حتى زيد قائم, ومررت بهم حتى جعفر ممرور به, ويروى هذا البيت على ثلاثة أوجه:

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها

برفع النعل, ونصبها, وجرها, فمن رفعها فبالابتداء, وجعل ألقاها خبرًا عنها, ومن نصبها عطفها على الزاد, وجعل ألقاها توكيدًا, وإن شاء نصبها بفعل مضمر يكون ألقاها تفسيرًا له, ومن جرها فبحتى, وجعل / ألقاها ٢٢/ أتوكيدًا أيضًا قال جرير:

فما زالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

فصرف ما بعدها إلى الابتداء.

ــ

قال ابن الخباز: وإذا دخلت حتى [التي] هي حرف ابتداء على الفعل, فلا يخلو من أن يكون ماضيًا أو مضارعًا, فإن كان ماضيًا, كان مجاورًا لآخر جزء من الفعل الذي قبلها كقولك: وقفت حتى وصلت إلى الأمير.

وقضية قول أبي إسحاق: أن يكون الفعل في موضع جر, وهذا فاسد, لأن حرف الجر لا يدخل على الفعل, وإذا دخلت على المضارع فإنه يرتفع كقول الشاعر:

١٦١ - أحب لحبها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب

وإذا ارتفع [ما] بعدها كان على معنيين: أحدهما: أن يكون السبب والمسبب جميعًا قد مضيا كقولك: سرت حتى أدخل المدينة. المعنى: سرت حتى دخلتها فإن قلت: كيف يكون ماضيًا, ولفظه لفظ المضارع, قلت: هذا على حكاية الحال, كأنه يمثلها موجودة كقوله تعالى: {فوجد فيها رجلين يقتتلان} وإن كانا حين إنزال الآية معدومين, وأنشد الواحدي رحمه الله: =

<<  <   >  >>