للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= زدت صفة قل العموم, وقد تبلغ / بالاسم كثرة الصفات إلى أن يكون لا شريك له ٧٨/ب كقولك: رأيت رجلًا فقيهًا شاعرًا أعور بزازًا كاتبًا, فإن هذه الصفات لا يكاد يوجد اثنان مشتركان في جملتها.

وقوله: (ولا يكون الوصف إلا من فعل أو راجعًا إلى معنى الفعل) يعني به أن الصفة إما مشتقة أو في تأويل المشتق, لابد من ذلك. فالأول كراكب وقائم.

والثاني: كمثلك وغيرك يتأولان: مماثل ومغاير.

وإنما لزم الاشتقاق أو تأويله, لأن المقصود من الصفة الفرق بين المشتركين في الاسم, وذلك لا يحصل إلا بذكر المعاني العارضة القائمة بالذوات التي تدل عليها الأسماء المشتقة. وبقية باب الوصف أتى على ما فيه من الأحكام بذكر ثلاثة فصول.

الفصل الأول في صفات النكرات: اعلم أن النكرة توصف بخمسة أنواع, الأول: ما كان حلية وقد فسرتها, تقول فيما كان للموصوف: مررت برجل أسود, وفيما كان لسببه: مررت برجل عالية داره.

الثاني: ما كان فعلًا علاجيًا, فما كان للأول فنحو قولك: مررت برجل ذاهب وما كان للسببي فنحو قولك: مررت برجل قائمة جاريته.

الثالث: ما كان غريزة, فما كان للأول قولك: مررت برجل شريف, وما كان للسببي قولك: مررت برجل كريم أبوه.

الرابع: النسب فما كان للأول قولك: مررت برجل هاشمي وما كان للسببي: مررت برجل مصري حماره.

الخامس: ذو التي بمعنى صاحب, تقول: مررت برجل ذي مال, وتذكر تثنيتها وجمعها وتأنيثها, لأنه قل أن يعرف تقول: مررت برجلين ذوي مال, وبرجال ذوي مال وبامرأة ذات مال, وبامرأتين ذواتي مال وبنساء ذوات مال, وفي التنزيل: {ذواتي أكل} و {ذواتا أفنان} و {ذوي عدل / منكم}.

ولا يجوز أن تصف بذي سببًا, فلا تقول: مررت برجل ذي مال أبوه, وذلك =

<<  <   >  >>