للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= آخر سورة البلد: {ثم كان من الذين آمنوا} أين المهملة؟ وقد علم أنه إذا أطعم اليتيم وفك الرقبة كان من الذين آمنوا, فقال: ثم إذا دخلت على الجمل لا تفيد الترتيب, وأما قول الهذلي:

١٩٢ - فرأيت ما فيه فثم رزئته ... فلبثت بعدك غير راضٍ معمري

فإن رويته بضم الثاء زدت أحد الحرفين, لئلا تجمع بين حرفي عطف.

وإن رويته بفتح الثاء فالفاء هي العاطفة.

وأما أو / فلها ثلاثة معان: الشك والتخيير والإباحة, أما الشك: فعلى وجهين أحدهما: أن تقول: قام زيد أو عمرو وأنت جاهل بالقائم فيصير السامع مثلك.

والثاني: أن تقول: قام زيد أو عمرو, وأنت عالم بالقائم لكنك تقصد الإبهام, وفي التنزيل: {أتاها أمرنا ليلًا أو نهارًا}.

وأما التخيير: فكقولك: كن عدوي أو صديقي, وتزوج زينب أو أختها.

وأما الإباحة: فكقولك: كل الخبز أو اللحم, وجالس الحسن أو ابن سيرين, والفرق بين التخيير والإباحة: أنك في التخيير لا تجمع بين الشيئين, وفي الإباحة يجوز لك الجمع, والفرق بين أول في الإباحة وبين الواو أنه إذا قال: كل خبزًا أو تمرًا فأكل واحدًا من هذه الأشياء كان متمثلًا الأمر, ولو كانت كالواو لم يمتثل حتى يجمع بينهما كلهما.

وقوله: (وأين وقعت «أو» فهي لأحد الشيئين) يشير به إلى الخلاف, لأن الكوفيين يذهبون إلى أنها تكون بمعنى الواو أو بمعنى بل, أما الأول فكقول الشاعر:

١٩٣ - فلو كان البكاء يرد شيئًا ... بكيت على بجير أو عفاق

<<  <   >  >>