للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: وأما «الهمزة وأم» فقد تقدم ذكرهما في باب العطف, وأما «هل» كقولك: هل قام زيد؟ وهل يقوم جعفر؟ , فجوابه: نعم أو لا, وقد تكون «هل» بمعنى قد, قال الله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} أي: قد أتى عليه حين من لدهر, وقال الشاعر:

سائل فوارس يربوع بشدتنا ... أهل رأونا بسفح القف ذي الأكم

أي: أقد رأونا؟

واعلم أن «من, وما, وأي» في الاستفهام نكرات غير موصولات, وجميع الأسماء والظروف المستفهم بها مبني لتضمنه معنى حروف الاستفهام «إلا أيا» وحدها, فإنها معربة حملًا على البعض أو الكل, وحركت «الفاء» في كيف «والنون» من أيان, ومن أين, لسكونهما وسكون ما قبلهما. وإعراب الجواب عن إعراب السؤال إن رفع رفعت, وإن نصب نصبت, وإن جر جررت يقول: من هذا؟ فتقول: زيد, فترفع, لأن من مرفوعة بالابتداء, وإذا قال: من ضربت؟ قلت: زيدًا, وإذا قال: بمن مررت؟ قلت: بزيد, فتأتي بحرف الجر, لأن حروف الجر لا تضمر.

ــ

قال ابن الخباز: النوع الثاني: الحروف, وهي ثلاثة: أم والهمزة وهل, فأم حرف عطف وقد ذكرنا حكمها.

وأما «الهمزة وهل» فيدخلان على الجملتين الاسمية والفعلية, تقول: أذهب عبد الله؟ أمحمد جالس؟ وهل سافر بشر؟ وهل الحسن قادم؟ قال الله عز وجل: {اصطفى البنات على البنين} وقال تعالى: آلله أذن لكم} وقال تعالى: {هل يستطيع ربك} وقال تعالى: {فهل أنتم شاكرون}.

وقال الشاعر:

<<  <   >  >>