للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: والألف التي بمنزلة المنقلبة عن الياء نحو قولك في حبلى: حبلى, وفي سكرى: سكرى وفي حباري: حباري, لأنك لو اشتققت منه فعلًا بالزيادة لقلت: حبليت وسكرت وحبريت.

وكذلك كل ألف تجاوزت الثلاثة: الألف التي يكسر ما قبلها في بعض الأحوال, نحو قولك في خاف: خاف, وفي صار: صار, لقولك: خفت وصرت.

الإمالة للإمالة نحو قولك: رأيت عمادًا, أملت فتحة الميم لكسرة العين, ثم أملت فتحة الدال للإمالة قبلها, وكذلك كتبت كتابًا وعملت حسابًا.

ــ

قال ابن الخباز: وأما الألف المنقلبة, فلا تخلو من أن تكون عينًا أو لامًا, فإن كانت عينًا أميلت إن كانت منقلبة عن الياء, تقول في «ناب وعاب»: «ناب وعاب» لقولك: أنياب وعيوب, وإن كانت من الواو: لم تمل, وذلك نحو «باب ومال» , وقد أميلا على جهة الشذوذ قالوا: مررت ببابه, وأخذت من ماله. وأما الفعل فسيأتي/ حكمه.

وإن كانت لامًا: فإن كانت في الاسم أو الفعل, وهي منقلبة عن الياء أميلت, فالفعل: نحو سعى, ورمى, والاسم: نحو الفتى والرحا كقولك: «سعيت ورميت» «والفتيان والرحيان» ولذلك أميل: يدعى ويشقى, وإن كانتا من بنات الواو, لأن الواو لما وقعت رابعة انقلبت ياء, ألا ترى أنك تقول في الاثنين: يدعيان وتدعيان ويشقيان وتشقيان؟

وإن كانت من الواو: لم تمل في الأسماء نحو: الرجا والمنا, كقولك: رجوان ومنوان, وأميلت في الأفعال نحو: غزى ودعى تقول: دعى وغزى, لأن هذه الألف تنقلب ياء, والكلمة على هذه العدة كقولك: دعي وغزي وليس كذلك «الرجا والمنا» من بنات الواو من الأسماء, لأن ألفه تنقلب ياء, والكلمة متجاوزة ثلاثة أحرف, كقولك في التصغير: «رجي ومني».

وأما الألف التي بمنزلة المنقلبة عن الياء: فهي ألف التأنيث نحو حبلى وسكرى وحبارى, فهذه ليست بمنقلبة عن شيء, لأنها مزيدة من أول وهلة للتأنيث, وإنما

<<  <   >  >>