للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

// بسم الله الرحمن الرحيم

وهو حسبي

قال الفقيه ابن السيد البطليوسي رحمة الله عليه: سألتني- أبان الله لك الخفيات، وعصمك من الشبهات، وأمدك بنور من العقل، يجلو عن عين بصيرتك ظلم الجهل، حتى ترى بعين لبك مراتب المعقولات، كما رأيت بعين جسمك مراتب المحسوسات- عن معنى قول الحكماء: إن ترتب الموجودات على السبب الأول يحكي دائرة وهمية تبدأ من نقطة وترجع إليها ومرجعها في صورة الإنسان، وعن قولهم: إن الإنسان تبلغ ذاته بعد مماته إلى حيث يبلغ علمه في حياته، وأن علمه أيضًا يحكي دائرة وهمية، وعن قولهم: إن في قوة العقل الجزئي أن يتصور في صورة العقل الكلي، وعن قولهم: إن العدد دوائر وهمية: دائرة الآحاد، ودائرة العشرات، ودائرة المئين، ودائرة الآلاف فما زاد، وعن قولهم: إن صفات الباري- تعالى- لا يصح أن يوصف بها إلا على طريق السلب، وعن قولهم: إن البارئ- تعالى- لا يعرف إلا نفسه، وما البرهان على بقاء النفس الناطقة بعد

<<  <   >  >>