للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشبه اعتلال النحويين ولكننا وجدناهم يحذفون الحرف الصحيح من بعض الأسماء ولا يمكن الاعتلال بمثل هذه العلة فيه لأنهم إذا جاءوا بمثل قول زهير: (١)

يأبى لحار فلا يبغي به بدلا ... أب بريُّ وخال غير مجهول

وقد علموا ان الثاء حذفت لا محالة وفيها الحركة فهل يجوز أن يدّعي مدع أنهم اسكنوا الثآء لما ارادوا الحذف لما اجتمعت مع التنوين حذفت لالتقاء الساكنين وهذا ما لا يحسن في القياس لأنه يؤدي إلى تكلف يشهد المعقول بخلافه ولأن الذين قالوا في مرواه يا مرو فحذفوا الالف والنون لا يجوز أن يدعى لهم أنهم استثقلوا الضمة على النون فحذفوها فالتقى ساكنان فحذفت النون ثم حذفت الالف والنحويون يذكرون في الترخيم حذف الزيادتين اللتين زيدتا معًا فان كانت زيادتهما وقعت في حال واحدة فكذلك يجب أن يكون الحذف وعلى هذا يمضي القول على عثمن (٢) ومنصور وشراحيل اذا رخمت شيئَا ذلك من ضرورة


= يكون علة مطردة موجبه لحذف الحرف لأنهم حذفوا الحرف في ترخيم مثل حارث ومروان من غير أن يكون سبب حذفه حذف حركته وقد وقع في الأصل في هذه المسألة كثير من التحريف والخطأ في النقل والشكل فاصلحناه من غير أن نشير إليه لكثرته.
(١) لم أجد هذا البيت في يداون زهير ولا أشار إليه الأعلم في شرحه.
(٢) ذكر السيوطي في جمع الجوامع ج ٢ ص ٢٤٠ أن الألف تحذف مما كثر استعماله من الاعلام الزائدة على ثلاثة أحرف سواء كانت عربية كمالك أم عجمية كاسحق وهرون وفى ص ٢٤١ ذكر انها تحذف من علم في آخره الالف والنون كمروان وعثمان. وهذه النسخة لم تجر على طريقة واحدة فتارة يأتي فيها مثل عثمان بالالف وتارة يأتي بغير ألف.