للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يفتح همزة الانجيل وهذا في الشذوذ يشبه قراءة ابن عامر هذه (١) والانجيل قد وافق ألفاظ العربية فأن كان له فيها حظ فقد زعموا اشتقاقه من قولهم استنجل الوادي إذا ظهر فيه نجل وهو الماء المستنقع (٢) ويجوز أن يكون اشتقاقه من النجل وهو الولد كأن هذا الكتاب ولد للكتب المتقدمة وقد جاءت الألفاظ كلها يشبه أن يكون الانجيل مشتقًا منه لأن النجل السعة في العين فيجوز أن يكون هذا الكتاب سعة في الدين وكذلك قولهم نجلت الإبل الكمأة إذا استثارتها بأخفافها فيجوز أن يكون الانجيل استثير من العلم القديم وكل نون وجيم ولام في العربية وأن اتسع ذلك لا يمتنع أن يكون اشتقاق الإنجيل منه (٣)


= وكلام أبي العلاء في المنقول عن هشام عن ابن عامر أي افئيدة قال في اتحاف فضلاء النشر ص ١٧٠ وعن الحسن الإنجيل بفتح الهمزة حيث وقع. قال الزمخشري في الكشاف ج ١ ص ١٣٥ والتوراة والانجيل اسمان اعجميان وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل ووزنها بتفعلة وافعيل أنما يصح بعد كونهما عربيين وقرأ الحسن الانجيل بفتح الهمزة وهو دليل على العجمة لأن أفعيل بفتح الهمزة عديم في لغة العرب.
(١) قال الزجاج وللقائل أن يقول هو اسم اعجمي فلا ينكر أن يقع بفتح الهمزة لأن كثيرًا من الأمثلة الأعجمية يخالف الأمثلة العربية نحو آجر وإبراهيم وهابيل. وفي اللسان والإنجيل كتاب عيسى [ص] .. وهو اسم عبراني أو سرياني وقيل هو عربي. وقيل اشتقاقه من النجل الذي هو الأصل يقال هو كريم النجل أي الأصل والطبع وهو من الفعل افعيل.
(٢) في الحكم النجل النز الذي يخرج من الأرض والوادي.
(٣) جاء النجل بمعنى النسل والولد والوالد والأصل والرمي والقطع واشلق والما السائل والماء المستنقع والنز والجمع الكثير من الناس والمحجة الواضحة وسلخ الجلد من قفاه والسير الشديد ومحو الصبي اللوح ونحو ذلك.