للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله مثال يريد أنه على معنى التشبيه الذي أسقطت منه مثل (١) كما تقول زيد عمرو أي مثل عمرو ثم يحذف فكأنه يريد هذا مثل هذا أي نائب منابه وقوله هو اسم الفاعل كلام صحيح وليس مراده به ان الفعل تقدمه كما تقدم في قولك قام زيد وانما يريد به ان الفعل وقع منه ولا يبالي أمتقدمًا كان أم متأخرًا كما أنك إذا قلت زيد ضرب عمرًا فزيد اسم الفاعل وإن كان مرفوعًا بالابتداء وقد بان أمر المسألة فيما ذكر وهو جلي لا يفتقر الى إطالة (٢) وقد يقع في الكتب الفاظ مستغلقة (٣) فمنها ما يكون تعذر فهمه من قبل عبارة واضع الكتاب لأنه يكون متسورًا (٤) على ما بعد من الألفاظ وعلى ذلك جاءت عبارة سيبويه في بعض المواضع ومنها ما يستبهم (٥) لأن صاحب الكتاب يكون قاصدًا


(١) أي التشبيه المؤكد.
(٢) هذا جلي بالنسبة الى أبي العلاء لانه وقف على أصل المسالة وأما بالنسبة الينا فانه يفتقر الى شيء من الاطالة والذي فهمته من هذه المسألة ان هذا الأولى والثانية والرابعة أسماء اشارة اشير بكل واحدة منها الى مشار اليه معين فالأول زيد مثلا والثاني عمرو والثالث بكر. وهذا الثالثة فعل على وزن فاعل من هذى يهذى اذا تكلم بغير معقول لمرض أو غيره يقال فلان يهاذي اصحابه أي يكلمهم بالهذيان ويكون المعنى حينئذ هذا أي زيد مثل هذا أي عمرو هاذى بمنطقه. هذا أي بكرا أي ان زيداً هاذى بكرا مثلما هاذاه عمرو وكونه اسم فاعل لانه شارك المشبه في فعله ويحتمل أن يكون المراد غير ما ذكرت.
(٣) استغلق الباب عسر فتحه واستغلق عليه الكلام ارتتج عليه واستغلق الرجل ارتج عليه فلم يتكلم.
(٤) يريد يكون مشتملًا عليه.
(٥) يستغلق.