للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخليل وأن الكاف في موضع جرٍ لأَنا وجدنا هذه اللفظة لا تنفرد بنفسها في حال وإنما هي مضافة إلى الظاهر أو المضمر وليست كافها مناسبة لكاف ذاك والنجاك ورويدك وأورأَيتك (١) لأَن هذه حروف تنفرد


= آخره مرة كافًا ومرة هاء وتارة ياء وهو مذهب الكوفيين وذهب الفراء إلى أن الياء والكاف والهاء التي تلحق أيًا هي الأسماء وأيًا عماد لها لأنها هي الضمائر في مثل أكرمتني وأكرمتك وأكرمته فلما أريد فصلها عن العامل أما بالتقديم أو التأخير ولم تكن مما يقوم بنفسه لضعفها وقلتها دعمت بايا وجعلت وصلة إلى اللفظ بها فايا اسم ظاهر يتوصل به إلى المضمر على ما نقله ابن يعيش في شرح المفصل. وحرف زبد دعامة يعتمد عليه اللواحق على ما نقله السيوطي في همع الهوامع وقال ابن درستويه انه بين الظاهر والمضمر وقال ابن يعيش قال سيبويه أيا اسم لا ظاهر ولا مضمر بل هو مبهم كني به عن المنصوب وجعلت الكاف والياء والهاء بيانًا عن المقصود وليعلم المخاطب من الغائب ولا موضع لها من الإعراب ويعزي هذا القول إلى أبي الحسن الأخفش وذكر ابن هشام في المغني أن الكاف تكون حرف معنى لا محل له ومعناه الخطاب وهي اللاحقة لاسم الإشارة نحو ذلك وللضمير المنفصل المنصوب في قولهم إياك ونحوه ولبعض أسماء الأفعال نحو جهلك ورويدك والنجاءك ولأَ رأيت بمعنى أخبرني نحو أرأيتك هذا الذي كرمت علي قال هذا هو الصحيح وهذا البحث مبسوط في شرح الدسوقي على المغني ج اص ١٩٣ وفي شرح المفصل لابن يعيش ج ٣ ص ٩٨ وفي همع الهوامع ج ١ ص ٦١ وفي حاشية الخضري على الألفية ج ١ ص ٨٩.
(١) النجاءك بمعنى انج وهو بالمد وأصله مصدر نجا ينجو نجاه ثم استعمل اسم فعل أمر بمعنى انج فالكاف حرف خطاب. لأن الألف واللام والإضافة لا يجتمعان ورويد أصله ارود اروادا أي امهل إمهالًا فصغر ارواد بحذف زيادتيه وهي الهمزة والألف تصغير ترخيم ثم استعمل مصدرًا نائبًا عن فعله وهو ارود فرويد اسم فعل منقول عن المصر والكاف حرف خطاب ولا يجوز أن يكون ضميرًا مضافًا إليه اسم الفعل لأنه لا يضاف وأرأيت بمعنى =