للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحتاج إلى شيء في حصول الري، ولما كان الخبز مشبعاً، كذلك فلما وصفه الباري بصفة الطهورية، والمحل يقبلها، فلا وجه لتأخير حصول التطهير مع مروره على بدن المتطهر.

٢٦١ - فصل

ما أعجب شأن العارف، وأعجب شأن الخلق معه! تبذل التجار منهم في طلب الأرباح وتعبئة الأموال، ولم يعابوا، وتبذل المحبون والعشاق والمتيمون في محبة الأشخاص، ولم يلاموا؛ وتبذل قوم في محبة الخيل والطيور والصيد، ولم يعابوا؛ تبذل قوم في عبادة بارئهم، فكير اللوام والعذال، واستهجنت منهم الأحوال والأقوال؛ وقيل فيهم كل مقول، ونسبوا إلى كل عظيم من الخطأ ومهول، وقيل ((مالهم عقول)). ومعلوم أن المتبذل في الله لا يلام عقلاً، لأنه ليس فوق إنعامه إنعام، ولا على إحسانه إحسان؛ نعمة تنهال، وبره لم يزل ولا يزال؛ يمدح على القيل وهو المعطي، ويرضى باليسير وهو الموفي. إنكم لفي قول مختلف. لا أرى لك ثبات قدم على ندم، ولا وجود، ولا موجود. ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت. فارجع وأنب واستغفر وتب؛ فقد رحل إخوانك سابقين، وبقيت أنت مع المتخلفين!

<<  <  ج: ص:  >  >>