للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تحفظ ما يورده من الوحي إلى محمد عم عن استراق الجن له وحمله إلى كفاتهم، {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم}. وقيل: ليعلم النبي صلع؛ وقيل: ليعلم الإنس والجن أن قد أبلغت الملائكة رسالات ربهم؛ {وأحاط بما لديهم}، أي علم بما عندهم.

٦٧٥ - قال: قوله تع: {كونوا قردة خاسئين}؛ هذا أمر تكوين لقلب الضرر؛ يخرجهم عن التكليف، أو ينفيهم مع قلب الضرر على التكليف. وما معنى {خاسئين}؟ وما معنى: {فجعلناها نكالًا لما بين يديها وما خلفها}؟ وما معنى: {موعظة}؟ وما وجه التخصيص بالمتقين؟

قيل- وبالله التوفيق: أما قوله تع: {كونوا قردة} فليس بأمر حقيقة. لأن الأمر هو الاستدعاء من الأعلى للأدنى. والأخلاق فعل الخالق- جلت عظمته- ليس إلى المخلوق منه شيء، مكلفًا كان أو غير مكلفٍ، حيوانًا كان أو جمادًا. لكن ((كن)) حرفان يظهرهما الباري للملائكة، فيكون عقيبهما ما يكونه بقدرته. هذا إذا حمل الكلام على حقيقته، وهو الأصل. فقلب صورة الإنسان إلى صورة قرد كقلب الماء إلى علقة، إلى مضغة، إلى عظام، إلى لحم، على ما ورد من التارات السبع. والدليل على أنه جوز وليس باستدعاء حقيقة أنه قد أضافه سح إلى المعدوم. ثم ذكر تكونه والإيجاد، لا يسأل عاقل أنه إخراج من كتم العدو؛ وذلك مما ينفرد به الباري سح. والأشياء بعد وجودها لا ينصرف الأمر إليها إلا بعد أكمال أدوات والاستدعاء. فإذا ثبت هذا في التكوين عقيب

<<  <  ج: ص:  >  >>