للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأولاد سيدى أحمد وموسى فحاصر القصبة حتَّى أضر الجوع بأهلها فطلبوا من أميرهم أن يسلم نفسه للسلطان فأبى، ولما جن الليل خرج من باب سِرْبِه (١) وهرب، ثم إن أهل إليغ لما علموا بفرار أميرها خرجوا إلى السلطان وبايعوه ثم بعد ذلك، رجع السلطان إلى فاس سنة سبعين وستمائة وكتب لجميع الولاة باستئصال شأفة قطاع الطريق، وإقامة الحدود على الزناة وشراب الخمر (٢) هـ.

وفى نزهة الحادى لما تمت البيعة له يعنى للمترجم أفاض المال على العلماء وغمرهم بجزيل العطايا وبسط جناح الشفقة على أهلها يعنى فاسا، وأظهر إحياء السنة ونشر الشريعة فحل من قلوبهم المكان الأرفع، وتمكنت محبته من قلوب الخاصة والعامة هـ الغرض.

قال في النشر: وفى جمادى الأخيرة خرجت سكة الفلوس الجديدة المدورة، وجعل أربعة وعشرين منها في الموزونة الرشيدية بعد أن كان في كل موزونة ثمانية وأربعون، وبطلت الفلوس الأشقوبية المربعة، وفى يوم الاثنين ثالث رجب رجع مولانا الرشيد من حركة سوس. وفى أوائل شعبان ابتدأ بناء المدرسة التي بالشراطين من فاس المنسوبة لمولانا الرشيد بموضع دار عزوز، وفى أوائل شعبان أمر المولى الرشيد ببناء قصبة بعرصة ابن صالح وديار لمتون والدكاكين، وأعطى ألف مثقال لبناء سورها وأمر قواده ببناء الدور فيها، وأمر شراكة (٣) ببناء قصبة


(١) في المطبوع: "من باب سرّية" والسِّرب: المسلك في خُفْيَة.
(٢) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٦٥ في حوادث ١٠٨١ هـ، ومثله في الاستقصا ٧/ ٤٠ حوادث ١٠٨١ هـ.
(٣) في هامش المطبوع: "قال في البستان: إن هؤلاء شراكة قدموا معه يعنى المترجم من الشرك واستخدمهم في جنده منهم العرب الشجع وبنى عامر ومنهم من البربر مديونة =

<<  <  ج: ص:  >  >>