للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان المترجم في زمن المحل يحسن ويصل العامة والخاصة بما يسد خللهم.

وفيه أمر القائد الهاشمى السفياني بالنزول على وزان فقبض من أبى العباس أحمد بن الطيب نحو العشرين قنطارا، ودفع ما كان لديه من الحلى والجواهر.

وفى ذى الحجة منه توجه الكاتب ابن عثمان من مراكش في سفارته لمالطة ونابلى.

وفى عام ستة وتسعين ومائة وألف زاد الأمر شدة وتجلى الله سبحانه على عباده بالقهر والجلال والكبرياء والمترجم يكابد المشاق العظام في ذلك التجلى المفزع ويصرف الأموال ذات البال في الجيوش والرعية ويوالى التبرعات.

وفى عام سبعة وتسعين ومائة وألف مطر المغرب ونجح الحرث وكثر الخصب ورخصت الأسعار وتجلى المولى سبحانه لعباده بصفة الجمال والكمال واشتغل المترجم بتمهيد الدولة ورتق ما انفتق منها (١).

وفيه حاصر آيت يمور ومن القبائل البربرية بجبل زرهون إلى أن أخرجهم منه وأنزلهم بحوز البهاليل من فحص سايس، وأكل زروعهم لطغيانهم في البلاد، وإذايتهم للعباد، وقبض على الدعى محمد والحاج اليمورى وقتله.

وفيه توجه لباغية آيت يوسى فتحصنوا ببعض جبال فازاز، وظنوا المنعة فحاصرهم واقتحم عليهم حصونهم وفرق أحزاب ضلالهم ونهبت زروعهم واستؤصلت ضروعهم وتركوا عالة على القبائل، وذلك يوم الأحد الثالث عشر من رجب العام، وبعد رضوخهم للطاعة وهم صاغرون رجع صاحب الترجمة لفاس.


(١) الاستقصا ٨/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>