للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسوق بالمدافع والمهاريس النحاسية قامتها وإقامة المراكب القرصانية وغير ذلك من آلات البحر، ومعها بعثة حربية تركية تتركب من ثلاثين من مهرة المعلمين، فنزلوا بمرسى العرائش، ومنها توجهوا لمكناس حيث مثلوا بين يدى صاحب الترجمة فكان بينهم ما تقدم عند الكلام على اهتمامه بالأساطيل البحرية.

ولما مات السلطان مصطفى المذكور وبويع لأخيه السلطان عبد الحميد سنة ١١٨٦، وجه له المترجم رسوله سفيرا بكتاب التهنية له بالملك وتجديد المودة، وهدية فيها طرف عظيمة من طرف المغرب وسارت معها أربع مراكب من المراكب المغربية.

ثم وجه المترجم خديمه القائد علال الدراوى، والقائد قدور البرنوصى، والكاتب السيد محمد الحافى الذى كان توجه لفداء أسارى الأتراك من جزيرة مالطة، فأنكر أهلها الفداء وردوا المال، فوجه المترجم ذلك المال البالغ قدره مائتى ألف ريال وأربعة وسبعين ألف ريال مع المذكورين ليدفعوه للسلطان عبد الحميد ويقولوا له إن هذا المال أخرجه أمير المؤمنين لفكاك أسارى المسلمين، وحيث رده الكفار ولم يتيسر الفداء لا يرجع إلينا، فأنفقه في فداء الأسرى أو في الجهاد أو فيما يظهر لكم وكتب لهم بذلك كتابا للسلطان عبد الحميد، وذكر فيه حال حكام أهل الجزائر وما هم عليه من الجور والظلم لضعفاء العرب الذين كانت وفودهم تلوذ بصاحب الترجمة وتشكو إليه ما أصابها، فكان يكاتب أولئك الحكام (١) ويحضهم على العدل وينهاهم عن الظلم فلا يسمعون له كلاما بل يقابلون من يأتيهم بمكاتبه ورسائله بالعقوبة الفادحة، فلما أعياه أمرهم كتب بهم للسلطان المذكور مع هذه السفارة.


(١) في هامش المطبوع: "لعل هؤلاء الحكام هم المراد بالترك في استفتاء المترجم للشيخ الناودى المذكور في فتاويه فيما فعلوه مع بعض المسلمين ممن شملتهم ولايتهم لما حضروا مع المترجم حصار مليلية، فلما رجعوا إليهم أباحوا دماءهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>