للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما فرغ من ذلك أتى بالغذاء فتناولوا منه على المائدة الوزيرية، ثم أخرجوا من حضرته إلى قبة أخرى وأحضرت لهم الخلع فألبسوها، ثم خرجوا من هناك إلى محل فقعدوا فيه هنيئة ثم دعوا إلى الدخول على السلطان، فدخلوا بابا قد اصطفت فيه الرجال، وتقدم إليهم رجال عينوا للدخول بهم فأمسك بثوب كل واحد منهم رجلان أحدهما عن اليمين والآخر عن اليسار، ثم دخلوا بابا آخر وقف فيه الحجاب، ثم دخلوا على قبة السلطان فوجدوه جالسا على مرتبة والوزير قائم عن يمينه فتكلم الوزير بالتركية كأنه يعلم السلطان بالوفد ومن أين أتى على العادة في ذلك، ثم قربت إلى السلطان الهدية التي جاءت بها السفارة فاستلمها رجل مسن، ودفعها للوزير يدفعها للسلطان.

وبعد أن وقفوا أمامه مقدارا قليلا خرجوا من عنده على الهيئة الأولى وركبوا الخيل وأخذ أعيان الدولة يمرون عليهم كل في موكبه، ثم خرج الوزير فرجعوا بعده لمحل نزولهم وانفض بذلك الجمع الذى وقع لهذا الاقتبال الذى جاء غريبا في بابه لأن لقاء السفراء عندهم إنما يقع في الأعياد أو في يوم الديوان الذى يفرق فيه الراتب على العساكر.

ولما كان وصول هذه السفارة قد تأخر عن سفر ركب الحجاج أقامت بالقسطنطينية بين معاهدها ومشاهدها في انتظار الموسم القابل، وفى الثانى والعشرين من رجب سنة ١٢٠١ استدعاهم الصدر الأعظم للوداع فتوجهوا إليه على الهيئة المتقدمة.

فلما دخلوا عليه قام إليهم وقعدوا معه وتناولوا بعض الأشربة وأجرى ذكر الحرب الناشبة بين الدولة وبين الروس والنمسا وطلب منهم الدعاء للدولة بالنصر على أعدائها في المشاهد الكريمة من البقاع الطاهرة، ثم أحضرت لهم الخلع ولجميع أصحابهم وودعوه وساروا إلى خليفته ثم إلى الرئيس أفندى الذى هو

<<  <  ج: ص:  >  >>