للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتى يستقل البحر جود بنانه ... على حالة استكثار حاتم الرشحا

مساعيه في الخطيب الجليل يرومه ... كآمال من يرجوه يستصحب النجحا

صفاة كدر البحر صفوا ولجه ... حسابا فمن يأتي على مائه نزحا

وآيات علم أغمد الجهل نورها ... وغايات جد ليس تطلابها مزحا

ورأى يريه اليوم ما في حشا غد ... ويكشف عنه من دجى ليله جنحا

وحزم يهز الراسيات ثباته ... وعزم يحاكى الزند ماضيه (١) قدحا

وكف ترى وكف الحيا كيف ينهمى ... إلى خلق يرى نسيم الصبا النفحا

وبشر محيل علم الصبح ما السنا ... وقبض أرى النار التأجج واللفحا

وتأليفه أشتات كل فضيلة ... ومكرمة غراء تعجزنا شرحا

كفانا اتخاذ الفال في القصد يمنه ... فلسنا نخط الرمل أو نضرب القدحا

مهيب مخوف بطشه تحت حلمه ... عفو يرى إلا عن الباطل الصفحا

فهل كان معزوا إلى الحلم قبله ... نعم أو كريم يدعى عيره سمحا

فأقدم حتى فارق الجبن صافر (٢) ... وجاد إلى أن عاف مادر (٣) الشحا

ولم تذعن الأعداء محض مودة ... إليه ولكن إنما كرهوا القرحا

رأوا ضيغما يعطى الحروب حقوقها ... وإن تضع الأوزار يبرم لها صلحا


(١) في هامش المطبوع: "يخرج إظهار الرفع على قول جرير:
وعرق الفرزدق شر العروق ... خبيث الثرى كأبى الأزند".
(٢) في هامش المطبوع: "طائر يضرب به المثل في الجبن وقيل الجبان مطلقا".
(٣) في هامش المطبوع: "رجل يضرب به المثل في البخل".

<<  <  ج: ص:  >  >>