للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستغرق الأوقات في الجد كلها ... ولا يهب التلعاب (١) ما يسع اللمحا

مواصلة حبل الجهاد جياده ... ووقفا على غزو العدا عدوها ضبحا (٢)

معاديه معطى بالحياة منية ... وبالجنة الأخرى وبالسندس المسحا

أيا ابن أمير المؤمنين وسيفه ... وصمصامه أن يرفع الضرب والنطحا

تشابهه خلقا وخلقا فسامه ... إلى الفلك الأعلى فإنك لا تلحا

تهندست العليا فأحرزت جسمها ... لا حرازك النقطات والخط والسطحا

فكم من حديث كان يسند للندى ... ولكنه لولا نوالك ما صحا

فأعطيتنى الأعيان والعين والكسا ... وبيض الظبا والنوق والخيل والطلحا

فلا زلت للإسلام عيدا منغصا ... تنغص حسناه السعانين (٣) والفصحا

أبوك لحكم الشرع ولاك عهده ... فلم تلق كدا للسؤال ولا كدحا

وأعطاكه إذ ليس غيرك أهله ... وللعقل نور ميز الحسن والقبحا

كفى دره فخرا تحليك سمطه ... ومنعكه تلك المعرة والقدحا

فأهدى إليك الدهر بلقيس ملكه ... وأبدى لك الكرسى والعرش والصرحا

وولاك رب العرش ملك بقاعها ... وأصحبك التمكين والنصر والفتحا

إليك بها يا كعبة المجد كاعبا ... من الشعر لا يسطاع أركانها مسحا

إذا شهدت زكى الأعادى حديثها ... وإن أثخنت عنا قلوبهم جرحًا


(١) في هامش المطبوع: "اللعب".
(٢) في هامش المطبوع: "نوع من العدو وهو نائب عن مصدر عدت -وفيه اقتباس من قوله تعالى: والعاديات ضبحا".
(٣) في هامش المطبوع: "السعانين بالسين والعين. والفصح عيدان للنصارى".

<<  <  ج: ص:  >  >>