للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أترجم عن أعجوبة الدهر ماله ... إذا عد أرباب المكارم ثانى

فتى أثقلت ظهر الزمان هباته ... وأصبح من خدامه الثقلان

أمل على الدنيا من العدل ما به ... إلى الناس طرا أنصف الملوان

فلولاه لا أودى به الدهر ما نجت ... بنات المعالى من يد الحدثان

فذاك أبو عبد الإله الذي أتى ... لدعوته الرفدان يبتدران

وما لا لا الآفاق الاثلاثة ... سنا اليحمدى الوهاج والقمران

همام يخاف الدهر من سطواته ... ويرمى برضوى رعبه وأبان

متى ما يعد ينجزك إحسان وعده ... وينقض من إيعاده الحسنان (١)

وزير به استولى الأمير على العدا ... وعاش بخفضى نعمة وأمان

متى ما يرم أمنية عجزت بها ... فوارس قيس مده بأمانى

وكم في حماه من وزير وكاتب ... ولكن بكف اليحمدى القلمان

لكلهم من بأسه متضائل ... وهيبته قرت بكل جنان

بكفيه بحر الجود والفتك بالعدا ... فكم مرج البحرين يلتقيان

وكم في قضايا الدين حكم فانتضى ... لها صارما لم ينضه الحكمان


(١) في هامش المطبوع: "المراد بها هنا حبلان وعند أهل المدينة يطلقان على السبطين وعند أهل البصرة على الحسن البصري وابن سيرين، ولا يصح أحد الإطلاقين هنا. وقد ورد في اللسان العربى أسماء كثيرة بلفظ المثنى ألف فيها كثير من العلماء وجمع منها حمزة الأصبهانى في آخر كتابه في الأمثال جملة وافرة جداً وشرح أكثرها وأورد منها أبو الحسن على مصباح الزرويلى في كتابه سنا المهتدى مائة وثمانية وعشرين كلمة وشرح الخفى والمبهم منها. انتهى مؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>