للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت عنك شيئًا من ذلك لا تبقى تساوى عندى قلامة، وتسقط من العين التي أنت فيها عندى، فاقبل على ما آتاك الله ولا تمدن عينيك إلى ما زاد على ذلك، وإياك أن ترى فرسا عند عامل أو غيره وتوجه له فيه، وارفع همتك عن كل أحد حتَّى إن عرض عليك أحد شيئًا قل له: لا أتوقف على شيء، وأنا الَّذي أُعطى للناس، وإذا دعتك داعية لشهوة أو غرض فاقمع نفسك، وشم يدك واشبع، ففي المثل: تجوع المرأة ولا كل من ثديها، وقال الشافعي:

إذا أظمأتك أكف اللئام ... كفتك القناعة شبعا وريا

فكن رجلا رجله في الثرى ... وهامة همته في الثريا

فإن إراقة ماء الحياة ... دون إراقة ماء المحيا

واعلم أن تلك المراسى الثلاثة تطوان وطنجة والعرائش من أضعف البلاد وأقلها زرعا، وإنما يجلب لها من القبائل جيرانهم، فلا ينبغي أن يكلفوا أو يشططوا، بل ينبغي للنازل فيهم أن يعيش بعيشهم ويقتصر على قوتهم:

البس لكل حاجة لباسها ... إما نعيمها وإما بؤسها

وهذه وصية خصصناك بها، وتذكرة آثرناك لها لتجرى على مقتضاها، وتسلك السبيل التي نحبها ونرضاها، والله يبقيك والسلام في ٢٨ رجب الفرد الحرام عام ١٢٦٠ هـ".

وكان قبل هذا قد كتب كتابا شديد اللهجة للقائد بريك الحبشى يحذره من أن يدع ولده المولى سليمان المذكور يتمتع بأنواع الملابس، كما حذره قبل من التنوع في المآكل والمشارب، ونص ما كتب به بعد الحمدلة والصلاة والطابع:

"وصيفنا الأرشد بريك الحبشى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى، وبعد:

<<  <  ج: ص:  >  >>