للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبوى عام ١٢٣٨ ثمانية وثلاثين، وبويع له بالعاصمة المكناسية يوم الأحد الرابع عشر من ربيع الثانى، وسبب تأخر بيعة أهل مكناس ما كان من المخالفة والشقاق بين قاضيها أبي العباس أحمد بن عبد الملك مار الترجمة، وبين عبيد البخاري على ما قرأته بخط أبي العباس الأغزاوى المترجم فيما سلف، قال: حتَّى هم العبيد بقتل القاضي، وما منعهم من ذلك إلَّا الشرفاء، قال: وأقام المترجم بفاس بعد البيعة له سنتين هـ.

والذي للزيانى في "عقد الجمان، في شمائل السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام" وذكر حركاته وغزواته وعماله وقواده وأمنائه وقضاته، أن خبر وفاة المولى سليمان إنما وصل لفاس في السادس والعشرين من ربيع الأول هـ.

وفى الاستقصاء أن القاضي ابن عبد الملك كان ممن حضر البيعة بفاس هـ يعنى وهو متول خطة القضاء بها إذ ذاك، والذي يظهر أن ما عند الأغزاوى المذكور أصح وأضبط، لأنه ممن حضر وعاين الوقائع وممن كان بصدد تقييد الحوادث مياومة والله أعلم، ثم أعلنت بيعته في سائر البلاد المغربية.

ونص بيعة أهل الرباط له من إنشاء أبي العباس أحمد الرفاعى الرباطى كاتب الدولتين ومن خطه نقلت:

"نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين. هذه بيعة مظهر العدل والإحسان. أمير. المؤمنين مولانا عبد الرحمن. ابن حائز الشرفين. وشريف الطرفين. مولانا هشام بوأه الله فراديس الجنان.

الحمد لله عاقد ألوية النصر بمعاقد العز منشورة الأعلام، وناشر الرحمة العامة بأنوار الخلافة العظمى عناية بأهل الإسلام، ومرسى قواعد الشريعة بالخلفاء أن تميد، وهو الَّذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولى الحميد،

<<  <  ج: ص:  >  >>