والعلماء والطلبة والمجاهدين الرؤساء، من الطبجية والبحرية قاطبة، وأهل الحرف قد بلغنا على الحقيقة جميل ما صنعه أهل حارة المغرب قاعدة فاس، العطرة الأنفاس، من تنفيذ عهده، والوفاء بوعده، فأسرعنا مهرولين، وعلى إجابته معولين.
فإنا نشهد الله وملائكته أنا نقر له بالسمع والطاعة، في المعروف حسب الاستطاعة، وأعطينا أمير المؤمنين مولانا عبد الرحمن هذا أيده الله تأييد جده ببدر، وأحله من القلوب بسويدائها ومن محافل الجلالة بالصدر، صفقة أيدينا، وعقد قلوبنا، وبايعناه بيعة نبتغى بها رضا الله والدخول في الطاعة، وننتظم بها في سلك جماعة المسلمين، فيد الله مع الجماعة، وقد التزمنا إمامته، ورضينا بها تاجا للفخر وعمامته، على الوفاء بما ألزمنا الله من طاعة إمام البرية، وما ألزمه الله من حقوقنا في جملة الرعية.
اللهم اجعلها بيعة مستمدة بكرمك من بيعة الرضوان، وأتح لنا من نعمك بها ما لا يخطر ببال في كل حين من الأحيان، وبارك لنا في إمامته بركة تشمل النفس والأهل والأموال والأولاد، وتحفظ بها المهج والسفار والتجار والبلاد، ويسر له آمال الراغبين، وحطه وحط به فإنك ملجأ الطالبين.
اللهم وَآلِهِ بوَلائِك، وكن له نصيرا غامرا بآلائك، وألهمنا وإياه شكرا يقتضى الآلاء، ويقضى بانقضاء اللأواء، إنك سميع الدعاء، بجاه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام آمين.
شهد على نفسه وعلى جميع من حضر هذا العقد السعيد بعقده والتزامه، وعرفهم وهم بأتم حال وأكمله في وقت الضحى والشمس على ارتفاع ٢٨ ثمان وعشرين درجة من يوم الخميس التاسع عشر من ربيع الثانى عام ثمانية وثلاثين