للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقع الاستيلاء على محصولاتهم، ومن انفلت منهم من السجن بقى عالة يتكفف.

وفى أوائل عام ١٢٤٤ أربعة وأربعين، توجه نحو الزاوية الشرادية على طريق آسفى في جنود جرارة متلاطمة الأمواج، وأحدق بها من جهاتها الأربع، ودخل الزاوية عنوة بعد معارك عظيمة، واستولى على جميع ذخائرها من مال ومتمول، وفرقت بغاة صناديدهم على سجون المغرب زجرا لأمثالهم، ووجه بعيال الفتان وأولاده لمكناسة الزيتون، فأنزلوا بدار القائد محمد بن الشاهد البخاري، وصير تلك الزاوية بلاقع، وقلع أشجارها، ونقل ما كان بها من الزيتون والفواكه للجنان الكبير الَّذي اتخذه بمراكش وسماه الزهراء والزاهرة.

قال أبو العلاء إدريس أحد كتبه الديوان الرحمانى في الابتسام: إن الزاوية بقيت خالية لم تسكن إلى سنة تسع وأربعين، فعمرها المترجم بالأودَايَة حين أجلاهم عن فاس هـ.

والذي للزيانى في عقد الجمان: أنَّه أنزل بمحلها آيت يمور الذين كانوا معه. هـ.

ويمكن أنَّه أنزل بها أولًا آيت يمور، ثم نقلهم بعد وأنزل الودايا. والله أعلم.

أما زعيمهم موقد نيران الفتن الضال المدعو المهدى، فإنه نجا بنفسه للفيافى وسار إلى أن انتهى به المسير إلى آيت باعمران من ولتيتة، وبقى هنالك ثلاثة أعوام، ولما ضاقت عليه الأرض بما رحبت اتخذ الشفعاء والوسائط لصاحب الترجمة فأمنه وجاء تائبا، فوجهه لأولاده بمكناس، ثم ولاه على إخوانه فآذاهم ومكر بهم، فشكوه إلى المترجم فعزله عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>