للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن مولانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخبرا عن ذى الجلال، من شرب الخمر في الدنيا سقاه الله من طينة الخبال، وهى ما يسيل من جلود أهل النار.

فاعتبروا يا أولى الأبصار، على أن المخالفة باقتحام عقبات المحرمات، موجبة لسخط الله ومجلبة للآفات. {. . . إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ. . . (١١)} [الرعد: ١١] فيما يأتونه أو يذرونه، وقد ذم الله تعالى بنى إسرائيل بما جعله بيانا لما اقترفوه. فقال: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ. . . (٧٩)} [المائدة: ٧٩]. ويكفيك في الإيعاد كونها -أى الخمر- من الخمس عشرة خصلة التي إذا فعلتها هذه الأمة حل بها الخسف أو المسخ أو غيرهما من أنواع البلاء، واستأصلتهم يد الخلاء والجلاء، بنص قوله سبحانه في كتابه المبين: {. . . سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (١٤٥)} [الأعراف: ١٤٥].

وعليه فنأمرك تزجر من عثرت عليه من المسلمين معربدا، أو وجدته صريعا واللعين عليه مستحوذا، بأن تجلده ثمانين، وتودعه السجن حتى تتحقق توبته ويخلص من شؤم سمة المجانين، ويتدرع شعار المسلمين: {. . . إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢)} [البقرة: ٢٢٢] كما نأمرك أن تجعل عهدة من أخرج شيئا من الملاح على البوابين. وتتوعدهم عن ذلك إن غضوا الطرف عنه أو قبضوا عليه الرشا من المبتلين، وتزجر من المسلمين من عاد إلى مخالطة أهل الذمة في شئ من ذلك في الحين أو بعد حين، فإن ذلك مثلبة في الدين:

والنفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

إلا ما يتعاطاه أهل الذمة فيما بينهم فلا يتعرض لهم، لكونه مستحلهم في دينهم، وأعطوا العهد عليه، نعم يعزرون إن أظهروا السكر في غير محلهم جريا

<<  <  ج: ص:  >  >>