للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبموجب مرسومكم الشريف متضمنا الانتظار بتلمسان، أو نقدم إلى طنجة ونركب في مركب سلطانى، ونذهبوا سوية لباريز، وتكون له حرمة ورفعة كما يليق بمرسول سعادة الأعظم، سلطان الإسلام الذى صار الآن محبا للدولة الفرانصوية، وفى هذا كفاية والسلام بتاريخ أواسط صفر عام ١٢٦١، وبأمر المعظم الجنيرال المذكور الواضع طابعه فيه.

وأعلمكم أيضا أن خليفة سلطاننا المعظم الماريشال بيج الضامن العافية في الوطن، قد أخبر السلطان أنه كاتبكم وكاتب ابنكم بما فيه مصلحة الفريقين، وأن سبب الفتنة هو وجود الحاج عبد القادر في الحدود، وأخبره أنه حذركم فلا تظنوا أنه غير عالم بذلك، فقد علم كل الواقع في الوطن، وقد كتبنا لك كتابين أحدهما برا، والآخر بحرا مضمنهما واحد: وقد حط خط يده أسفل" هـ من أصله.

ونص الثانية بعد الحمدلة والحوقلة والطابع الإفرنجى والتوقيع بالخط.

"من المكتوب عن إذنه الجنيرال الكونت دولارو وكيل سلطان الفرانصيص وواليه في بعض جنوده، إلى الفقيه الرئيس السيد محمد بن إدريس، السلام التام اللائق بالمقامين، فإنه قد وصلنا مكتوبك، وعلمنا ما فيه إجمالا وتفصيلا، أما ما ذكرت أن السلطان قائم على ساق الجد في التضييق عن الحاج عبد القادر وحسم مادته، وأنه كلف بعض عماله بذلك، وأنه ساع في الخير حريص على ثبوته، فكل ذلك علمناه وفرحنا به غاية، وحمدنا الله تعالى الذى أظهر صدقنا في تحذير السلطان سابقا من فساده، وأنه سيلتجئ إليكم فقد وقع كل ذلك.

وأما ما ذكرت في شأن الفرنصيصى عمر أنه كاتب الحاج عبد القادر وحذره من الثقة بجانب السلطان، فاعلم أن هذا الرجل اسمه عندنا ليون بن الروش، وهو الآن ترجمان خليفة سلطاننا وكاتبه، وأحد خواصه، وما علمنا عليه إلا خيرًا لا يسعى إلا في مصالح العباد، وأنه لم يكاتب الحاج عبد القادر من تلقاء نفسه، بل

<<  <  ج: ص:  >  >>